تشرفت بمعرفة سمو الأمير هذلول بن عبدالعزيز - رحمه الله - عندما كانت الرياضة تشغل اهتمامنا وكل أوقاتنا.. وآنذاك كانت الرياضة المستوعب الوحيد لتكاثر مَنْ يتواجدون في الملاعب والأندية.. ومع أن مقر نادي الهلال آنذاك كان في أعلى شارع الظهيرة المتداخل مع شارع الخزان الذي يعتبر في ذلك الوقت أحدث الشوارع وأكثرها امتداداً، وكان مقر النادي قبل ذلك في مبنى يأتي المدخل إليه في شارع الوزير.. شارع الوزير الذي يعني ذهابك للسير فيه آنذاك كما لو كنت قد قمت برحلة إلى دولة متطورة الحداثة.. عُرف - رحمه الله - بمساندته لنادي الهلال الذي كانت تجمعه منافسات ليست بالسهلة مع نادي الشباب بالدرجة الأولى ثم أهلي الرياض، وبعد ذلك دخل المنافسة نادي النصر.. وقد ترك الأستاذ عبدالرحمن بن سعيد - رحمه الله - رئاسة نادي الهلال، هو الذي أسسه وهو أيضاً مَنْ وفّر له كل إمكانيات التطور.. فشغل سمو الأمير هذلول موقع الرئاسة بعده ليس بحثاً عن نجومية، وإنما مساندة لواقع نادي الهلال وقتها وبوجود تعاون مع الأستاذ ابن سعيد.. لم يبحث عن نجومية لأنه ذلك الشاب الفريد جداً في تعامله مع الآخرين ومظهر وجوده معهم، حيث لم يكن بالحريص على أن يعطي نفسه مظاهر اختلاف عن أي أحد حوله، وكان منزله أشبه بنادٍ عام حيث يرحّب بجميع الرياضيين حتى مَنْ هم ليسوا من مشجعي نادي الهلال أو من لاعبيه.. في ذلك الزمن مثلما قلت منذ ما لا يقل عن الأربعين عاماً وهي الفترة الزمنية التي عرفت فيها سموه الكريم - رحمه الله - وربطتني به وغيري صداقة تقدير متبادل.. وأعرف أنني في اجتماعات النادي أو في الرحلات البرية المنتشرة الممارسة آنذاك ويتجه فيها الخارجون من العاصمة شرقاً قرب مقهى ابن دايل أو غرباً بالاتجاه إلى ما يعرف ب«الملقا» الذي كان وقتها وجوداً صحراوياً ليس بالقريب من المدينة وهو الآن مواجه مباشرة لمبنى مؤسسة اليمامة الصحفية وتشغله شوارع ومساكن أنيقة.. أعرف في لقاءاتنا الجماعية مع سموه في النادي أو خارج المدينة لم نكن نمثل فئة خاصة معتزلة شؤون الآخرين، وإنما كنا في كل تجمع نمثل حضوراً رياضياً جيد التعامل.. ومَنْ يفرض جودة التعامل هو المرحوم سمو الأمير هذلول الذي لم أشهده طول ذلك الزمن إلا وهو رجل الاحترام والتقدير من قبل كل مَنْ هم حوله.. ولم يكن يعزل نفسه بصفات تمييز تبعده عن غيره أو تفضله على غيره، وإنما كان بتواضع تعامله ورقة مشاعره وإنسانية علاقاته صديق كل الرياضيين ورجل التقدير الأول..