الهلال هو قصة نجاح وعبدالرحمن بن سعيد رحمه الله رجل لم التقِ به ولكني بنيت تصوري عنه عبر تاريخه الطويل والذي تناقلته مصادر كثيرة ومتنوعة لتؤكد انه رجل كان يعرف الطريق إلى النجاح. تاريخ الهلال هو جزء يعكس تاريخ الرياض ...وكيف بدأ الهلال بمبنى كان إيجاره خمسين ريالا في ( الظهيرة) جهة (الملقا ) بجوار شارع الملك فيصل ... وهو بيت طيني صغير لا اعلم ان كان موجودا إلى الآن وان كنت رأيت له صورا حديثة قبل بضع سنوات ... تلك الصور كانت تعكس حياة البؤس والفقر في الزمن القديم ومدى حدود الإمكانيات ولكن الحدود الحقيقة هي ليست تلك الحدود المادية بل الحدود المعنوية للطموح والثقة بالنفس ولم يكن للفقيد حدود في طموحه...في خلال حلقات الذكريات والتي كانت تنشرها هذه الصحيفة الوفية لشيخ الرياضيين في كل يوم جمعة ... كان يتحدث فيها عن أشياء كثيرة من بداية الصعوبات وعلى رأسها المادية، وللمعلومية كان هو الشخص الوحيد الذي يصرف على النادي قرابة عقدين من الزمن بالإضافة إلى المكافآت واحتياجات بعض اللاعبين حتى لمن اعتزل منهم منذ سنوات ... لا تزال تلك الصور التي تجمعهم في النادي وخلال رحلاتهم المشتركة لشاهد صادق على مدى إنسانيته والأكثر من ذلك هو احتفاظه بكل هذه الصور والذكريات رغم عقود طويلة مضت على تلك الأحداث ولم تكن تلك الصور مع مسئولين كبار بل مع لاعبين نساهم الكثير لتكشف طبيعة الكرم والوفاء عند هذا الرجل. ابن سعيد القيادي هل كان بعيدا خلال السنوات الطويلة التي تلت التأسيس...الحقيقة أن المرحوم كان بقلب الأحداث ولكنه لم يكن يحب الظهور لكي يتحاشى التصادم مع أولئك الآخرين الذين يظنون أن من الذكاء مهاجمة الآخرين لتبرير فشلهم لكن المرحوم لم يشغل باله بالرد عليهم وكان يهمه تماسك الهلال في صالح الإداريين واللاعبين وكان قبل جميع رؤساء الأندية قد اكتشف أهمية الإعلام والانفتاح والتعامل مع اللاعبين كشركاء لا كقطيع يطيع بل كان يربط طموح اللاعبين بطموح ناديهم...هذا الرجل كان يمتلك شخصية معقدة ويتضح ذلك مع قدرة بالتعامل مع سادة المجتمع إلى أدنى فئاته ولم يكن يخيفه هجوم الآخرين بل كان يكتفي بابتسامة الثقة التي طبعت على وجهه لسنين تاركاً خلفه دفاتره التي كان يحب تسجيل نقاطه عليها... رحمه الله.