تتجدد هذه الأيام الاحتفالات باليوم الوطني للمملكة وذلك مع إطلالة برج الميزان والذي صادف هذا العام السابع من شهر ذي القعدة والذي يعيد إلى الأذهان ما قام به الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله هو ورجاله من جهد من أجل توحيد هذه البلاد المترامية الأطراف بعدما كانت قبائل متناحرة تعيش على قانون الحروب والسلب والنهب والفرقة والتناحر، حيث قرر الملك المؤسس أن يحول تلك الكيانات المتعددة والقبائل المتناحرة إلى دولة حديثة تأخذ بجميع الوسائل والطرق إلى التطور والرقي مع الالتزام الكامل بالقيم الإسلامية والتقاليد العربية وعدم المساس بها حيث إن هذه الدولة قامت على أساس متين من العقيدة الإسلامية واتخذت من القرآن والسنة النبوية دستوراً ومنهجاً لها. وقد قام المؤسس ومنذ دخول الرياض عام 1319ه بجهود كبيرة جبارة وعبقرية وبعد نظر استمر حتى عام 1351ه حتى لم شتات الكيانات والقبائل والمدن حينها صدر المرسوم الملكي بإعلان قيام المملكة العربية السعودية. وكان رحمه الله مدرسة في كل شيء في الإدارة والسياسة وبعد النظر والفطانة وهذه مما أعانه وساعده على حل جميع المشاكل وتجاوزها في ظل بيئة تعج بالمشاكل والتخلف والقبلية، فقد استعان ببعض المستشارين من الدول العربية، والاستفادة منهم في بدايات التأسيس، وبما يتناسب وظروف الدولة الناشئة وهو في الحقيقة من صنع هؤلاء الرجال وسخرهم بما يمكن الاستفادة منهم وإمكانياتهم حيث يقول خير الدين الزركلي: (إن الملك عبدالعزيز يصنع الرجال). وقد حافظ المؤسس على هذا الكيان في ظل الظروف والأحداث العربية والعالمية التي كانت سائدة في ذلك الوقت وقام بجهود جبارة من أجل عملية البناء والتأسيس من توطئة البادية ووضع الهيئات والهياكل الإدارية وإصدار الأنظمة والتشريعات ووضع القواعد الرئيسية للنهضة التعليمية وغيرها. ومن ذلك التاريخ كانت مرحلة بناء المملكة العربية السعودية تمضي على نهج المبادئ والقيم الإسلامية والأخذ بالأساليب الحديثة في عملية البناء والنهضة ونبذ الفرقة والقبلية والطائفية، وواصل أبناؤه من بعده هذه المسيرة في عملية البناء والتطوير. وفي هذا العهد الزاهر حيث يقود المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مواصلاً عملية البناء والتطوير مستشعراً المسؤولية الملقاة على عاتقه في الرقي بالمواطنين والمجتمع وتحقيق متطلبات الحياة العصرية له من توفر الرعاية التعليمية حيث تم نشر الجامعات في جميع مدن ومحافظات المملكة مما أدى إلى توفير المقاعد الدراسية في الجامعات لجميع الطلبة والطالبات إضافة إلى جهوده حفظه الله في الرقي بالخدمات الصحية وتوسعة الحرمين العملاقة وراحة الحجاج والمعتمرين .وتدعيم الأمن والأمان للجميع من مواطنين ومقيمين. إن علينا كمواطنين في ذكرى اليوم الوطني أن نستشعر الجهود التي قام بها المؤسس ورجاله ونستشعر نعمة الأمن الذي نعيشه وأهمية المحافظة عليه والجهود التي بذلت في سبيل هذا المجال بنبذ الفرقة والعصبية والقبلية والطائفية التي قامت الدولة ومنذ تأسيسها بمحاربتها، ونعمة الرخاء ورغد العيش والعدل والمساواة التي كانت أحد أساس قيام هذه الدولة ، وأن تكون لنا وقفة بضرورة المشاركة لكل مواطن في البناء وتحليل ما تم المشاركة فيه من إنجاز خلال العام المنصرم، والتخطيط لما سيتم من قبلنا المشاركة وإنجازه في العام القادم. حفظ الله بلادنا من كل مكروه في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأدام علينا الأمن والاستقرار بتمسكنا بعقيدتنا الإسلامية ومبادئنا. * مستشار إعلامي بوزارة الثقافة والإعلام