أكدت "د. أمينة إبراهيم شلبي" - أستاذ علم النفس في جامعتي المنصورة والبحرين - أن الغيرة في الطفولة المبكرة تُعد شيئاً طبيعياً، حيث يتصف صغار الأطفال بالأنانية وحب التملك وحب الظهور؛ لرغبتهم في إشباع حاجاتهم من دون مبالاة بغيرهم، أو بالظروف الخارجية، مضيفةً أنه تنمو مشاعر الغيرة عادة في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل، وقمة الشعور بها تحدث بين «3- 6» أعوام، مبينةً أنها تكثر نسبتها بين البنات عنها بين البنين. وفيما يتعلق بتطور نمو شعور الغيرة عند الطفل أوضحت أن الرضيع لا يشعر بالغيرة، ولكن عندما يصل به عمره الزمني من «15» شهراً إلى (18) شهراً، فإنه يبدأ بالشعور الضعيف بالإحساسات الأولى للغيرة، ولا تصبح هذه المشاعر واضحة جلية إلاّ عندما يصل به العمر الزمني إلى نهاية العام الثاني، مبينةً أن الغيرة تزداد في الأسرة الصغيرة التي يتركز فيها الاهتمام بالطفل من الوالدين فقط، في حين تقل الغيرة في الأُسر الكبيرة أو الممتدة التي يجد فيها الطفل من يعوضه عن اهتمام الأبوين من أجداد وأعمام وأخوال أو حتى أُخوة كبار، مؤكدةً أن الغيرة تكون بنسبة أكبر بين الأطفال الذين لا توجد بينهم فارق كبير في العمر، كذلك تزداد الغيرة عند الأذكياء من الأقل ذكاءً، وفي بعض الأحيان يحدث أن يغار الطفل الصغير من الطفل الأكبر، وذلك عندما يميل الآباء إلى مقارنة الطفل الأصغر بأخيه الأكبر، الذي قد يكون أكثر منه ذكاء أو اجتهاداً أو طاعة. وأضافت: يقف إشباع الحاجات النفسية للطفل على المساواة، مع إشباع الحاجات الأولية البيولوجية في بناء وتكوين الشخصية الناضجة المتوازنة جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً لهذا الطفل، لكون إشباع هذه الحاجات يحتاج من الوالدين إلى كثير من الدراية والوعي والثقافة، ذاكرةً أن الأسرة هي المؤسسة الأولى المنوطة بمسؤولية إشباع الحاجات النفسية لطفلها مثل الحب والشعور بالانتماء والأمن، ليتمتع بنمو انفعالي واجتماعي متوازن إلى جانب نموه الجسمي، مؤكدةً أن عدم دراية الوالدين بأهمية إشباع هذه الحاجات إما يكون عن طريق عدم توافر المعرفة أو الخبرة الكافية، وهو ما يؤدي إلى كثير من المشكلات الانفعالية، التي تنعكس على سلوك الطفل وتؤثر على علاقاته الاجتماعية. وأشارت إلى أن مشاعر الغيرة عند الأطفال هي العامل المشترك في كثير من المشاكل النفسية التي قد لا يتفهمها الوالدين، مُشددةً على ضرورة أن يتقبل الوالدين سلوك الغيرة كحقيقة واقعة أثناء تربية الطفل، لكن يجب عليهم إدراك أن شأنها شأن أي انفعال إنساني يجب ألاّ يصل إلى مراحل كبيرة من التقدم.