حدثني الزميل خالد اليوسف عن زيارته لمكتبة الأديب الراحل شكيب الأموي ولقائه مع ابنه، وذكر أن هنالك عددا من الكتب النادرة للراحل غير موجودة في المكتبات، إضافة إلى وجود العديد من المخطوطات وأصول الكتب التي لم تطبع. الأموي واحد من مئات غادروا الحياة الدنيا في مشهدنا الثقافي من الأدباء والكتاب والعلماء، أسهموا في الحياة الثقافية والعلمية، وبعد موتهم نشر خبر عن وفاتهم في الصحف وبعد ذلك اقيمت ندوة أو اثنتان لتأبين الراحل حضرها بعض أصدقائه المقربين، ثم... اسدل الستار على علمه وحياته وأدبه إلا ما ندر.. كم أديب ومفكر ومبدع وعالم فقدناهم في الأيام الأخيرة.. بعضهم لم يجف قبرهم بعد مثل الأستاذ الدكتور عبد العزيز التويجري والدكتور محمد العيد الخطراوي والأستاذ علي السلوك .. وغيرهم.. رحمهم الله جميعاً.. هؤلاء قدموا للثقافة في المملكة الكثير.. وأثروا المكتبة السعودية بوافر كتبهم.. وأغلبهم قدر الله بأن يفارق الحياة ولديه من الدراسات والأبحاث والأعمال الإبداعية الكثير.. ستكون غالباً ضمن مكتباتهم التي ربما ستباع أو ستهدى.. وقد تتلف أو تختفي.. كما حدث لكتب الأديب الراحل عبد الله نور ، ونعلم أن عبد الله نور -رحمه الله- كان غزير الإنتاج من خلال ما كتبه في أغلب صحف المملكة، أين هي الآن؟. المسؤولية بكل تأكيد تقع على عاتق وزارة الثقافة والإعلام..إبداع هؤلاء وعطاءاتهم الفكرية والأدبية .. جزء مهم من التراث الفكري في المملكة، فيجب المحافظة عليها من خلال إصدار طبعات ثانية وثالثة للكتب التي نفدت، وطباعة ما هو مخطوط أو مهيأ للنشر ولم ينشر. منذ مدة التقيت ببعض الأدباء الشباب ممن أصدر مجموعات قصصية وروايات.. سألتهم عن مجموعة " مكعبات من الرطوبة" ورواية "سقيفة الصفا"، وكما توقعت أغلبهم إن لم يكن جميعهم لم يطلعوا على مجموعة عبد الله السالمي " مكعبات من الرطوبة" ولا على رواية حمزة بوقري "سقيفة الصفا"، قد يكون لهم بعض العذر لعدم توفر الكتابين في المكتبات، ولكن، لماذ يحدث ذلك، لماذا ينتهي المبدع أو الأديب أو المفكر هنا في المملكة بعد موته مباشرة، بكل تأكيد الإجابة تتعلق بنشر وتوزيع الكتاب، وتسليط الضوء في الدراسات والنقد بما في ذلك البحوث الأكاديمية على كامل الإبداع وعلى جميع الأسماء دون انتقائية أو تكاسل في البحث. أتمنى أن تكون هنالك انتفاضة للكتاب السعودي داخل المملكة بحيث نجد جميع الإصدارات الحديثة والقديمة في جميع المكتبات، لتكون متاحة للقراء، ويكون كتاب الرائد الذي صدر في طبعته الأولى قبل نصف قرن بجانب الإصدار الأول حديث الطباعة لكتاب شاب " كاتب أو كاتبة"، وبكل تأكيد هنالك أعمال – وأطرح مثالا الرواية- متجاوزة لكثير مما يصدر في أيامنا هذه مثل روايات حامد دمنهوري أو عبد العزيز مشري " رحمهما الله"، وهذا يقوي ذائقة القارئ لتكون لديه ملكة معرفة الجيد من الهزيل، وليتلمس المتابع للحركة الإبداعية في المملكة مدى التطور في مجال الكتابة الإبداعية وكذلك الفكر. إنها أمنية ببقاء الأدب في المملكة على قيد الحياة فهل يتحقق ذلك؟.