ذكرت "د. يسرى زكي عبود" - علم النفس والتقويم والقياس النفسي والتربوي بجامعة الملك فيصل - أن الغيرة ليست مرضاً نفسياً، لكنها تُشكل ألماً داخلياً عند الطفل، وشعور بالمعاناة، نتيجة منافسة واقعية بينه وبين من يغار منه، بهدف الفوز والسيطرة، وقد تكون سبباً من أسباب شقاء الطفل، مضيفةً أنه قد تضطر بعض الأُمهات لضرب الطفل، معتبرةً ذلك سلوكاً غير صحيح؛ لأنها بذلك ترسخ السلوكيات الخاطئة عند ذلك الطفل، ولأن التصرفات التي يفعلها الطفل الغيور التي لا تعجب الأم هي عبارة عن رسائل يوجهها إلى عالم الكبار، في حال إحساسه بانتقاص الأمور التي كان يحظى بها سابقاً، سواء كانت تلك المحظيات مادية أو معنوية. مبينةً أن إحساسه على أنه في المرتبة الثانية يولد لديه شعوراً بالإحباط، ويفرز عدواناً موجها للخارج أو الداخل، وفقاً لشخصية الطفل. وأضافت: قد يأتي العدوان داخلياً إن صح التعبير كنوع من الرسائل اللاشعورية التي يوجهها الطفل الغيور حين تخف شهيته عن الطعام، ويبدأ الأهل ينتبهون لذلك، وتبدأ الأم تتكلم عن خوفها وقلقها من نقص شهية ابنها للطعام، وفقدانه الوزن، ما يشعر الطفل أنه استرجع اهتمام والديه من جديد واستعادة مكانته السابقة، ذاكرةً أنه في هذه الحالات على الأم وكل من يساندها في تربية الطفل أن تبذل كل المحاولات لجعل طفلها سعيداً، وذلك عن طريق تحاشيها التأنيب التوبيخ والعقاب، الذي قد يزيد المسألة تعقيداً، موضحةً أنه لو أصاب أخاه الصغير بسوء، فمن الأفضل أخذه بعيداً في تلك اللحظات من دون أن تؤنبه بل تعطيه الحب والأمان، مبينةً أن الإقصاء ليس علاجاً ناجعا لمثل هذه الحالات، لكنه يزيد من الغيرة والاحتقان. وقالت: هناك عدة أمور لابد أن تتبعها الأم في حال غيرة ابنها، من خلال تفهم أن سلوكها وردة فعلها حيال غيرة الطفل وتعاملها معه بالضرب عمل خاطئ، ولا يعالج الأمر بل يعمقه، مشددةً على أهمية عدم إقصاء الطفل واحتوائه وضمّه وتقبيله، وأن تعطيه حبها وحنانها، وتشعره بالأمان، ناصحةً بتحاشي إبعاد الطفل عن المنزل، في حال تصرفه بطريقة سلبية، مؤكدةً أن هذا الأمر من شأنه تحويل الغيرة إلى حقد وكراهية، حيث يشعر الطفل بأنه غير مرغوب به.