غيرة الأطفال إحدى الاضطرابات التي قد تعتبرها كثير من الأمهات أمرا اعتياديا، وفي بعض الأحيان تقابل بنوع من التأنيب أو العقاب، في حين أن هناك مختصين يصنفون الغيرة على أنها شعور بالتهديد يشعر به الطفل في حياته بالأخص عندما يجد أمامه تحديا فيما يخص ارتباطه العاطفي بأحد الأبوين، لذلك تظهر أشكال الغيرة في حالات عدوان على الأخ أو الأخت أو في شكل ارتداد على الذات بإيذاء الطفل لنفسه لكسب العطف. ويشير المختصون في علم الطفولة أن غيرة الأطفال تأتي من تكريس الأم أو الأب محبتهم لأحد الإطراف الجديدة في الأسرة كالطفل الأصغر، وبالتالي يشعر الطفل بفقدان الحب ومن ثم تتولد الغيرة. وقد تظهر تلك الغيرة أيضا في المدارس بين الأطفال في الصفوف الدنيا، عندما يفضل المدرس أو المدرسة تلميذا عن آخر والتي يمكن أن تولد مشاعر الحقد والفشل والاهانة وعدم تقبلهم للطرف المفضل عليهم، ويمكن أن تظهر مظاهر الغيرة على الأطفال في عدة أشكال وهي إما الغضب والمضايقة والتخريب والعصيان أو الميل للصمت والانزواء أو الاضطراب في الأكل وفقدان الشهية والشعور بالخجل والحساسية المفرطة التي قد تؤدي إلى البكاء. وينصح الخبراء أن يتم التعامل مع الطفل بشكل حذر مثل أن تمهد الأم للطفل اتيانها بمولود جديد وانه سيكون زميل وصديق ولن يكون أفضل منه، والابتعاد عن القسوة والعقاب حتى إذا أظهر أي ردة فعل عنيفة، ولذلك فإن كثرة المديح والإطراء على الطفل الغيور أثناء تفجر ذلك الشعور لديه، وعدم المقارنة بين الطفل وأخيه تعالج كثيرا من ذلك الشعور السلبي لديه، وأخيرا لابد ان يدرك الآباء ان الغيرة ليست أمرا وراثيا وانما صفة تكون مكتسبة من السلوك الذي يلاقيه الطفل ذاته من المحيطين به.