توفي أمس الشيخ محمد عبدالعزيز الراجحي بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمرٍ يناهز 77 عاماً، وسيصلى عليه بعد صلاة ظهر اليوم في جامع الراجحي بمدينة الرياض. ويعتبر الفقيد شخصية عصامية طموحة في قطاع المال والأعمال حتى اصبح واحدا من ابرز رجالات الاعمال السعوديين، اذ اسس العديد من القطاعات الاقتصادية المختلفة اضافة الى اعمالة الخيرية التي عمت ارجاء البلاد، وحبه للخير وصلة الرحم والبذل على الأقربين. وترأس الفقيد محمد الراجحي عدداً من مجالس الادارات لمجموعة من الشركات والمؤسسات الخاصة، اضافة الى المشاركة في عضوية مجموعة اخرى. ولم يغفل الفقيد مشاركة ابنائه في مواصلة اعمالة التي اشرف عليها حين قام بتهيئة جميع أبنائه وإشراكهم في أعماله والاستفادة منهم في إدارة مجموعة من المصانع والمؤسسات الخاصة به. وحرص الفقيد طيلة مسيرة التجارية على تنوع مجالات استثماره بشكل يضمن سلامة رأس المال ويحقق ربحية مشجعة يتماشى مع متطلبات الوطن والمواطن. ومن ابرز مساهمات الفقيد دخوله في تأسيس (مصرف الراجحي) وهي أحد المنشآت المصرفية الضخمة، التي تحولت من شركة الراجحي للصرافة والتجارة إلى شركة مساهمة، ودعم الصناعة الوطنية من خلال إنشاء مجموعة من المصانع الضخمة المنتشرة في أنحاء البلاد. وللفقيد جهود في دعم مسيرة الدولة والرامية لتوطين الوظائف وسعودتها والحد من البطالة من خلال توظيف أكثر من 5000 موظف في مختلف القطاعات والشركات التي قام بتأسيسها. وكان الأمن الغذائي هاجساً يؤرق الفقيد اذا اسس مجموعة من المزارع الضخمة وخاصة مزارع النخيل والتي تجاوز عدد النخيل بها أكثر من 250 ألف نخلة. واهتم الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي كثيرا بالعمل الخيري والاسهام فيه وتشجيع القائمين عليه وتبنى فلسفة خاصة في دعم العمل الخيري تنطلق من التركيز على حجم العائد على الاستثمار في كل عمل خيري يقوم بدعمه، وتأمين أوقاف لكل عمل خيري، كما حرص أن تكون هذه الأوقاف متخصصة بمجال واحد من مجالات العمل الخيري، وأن ترتبط بمجالس نظار مستقلة . ومن أبرز أعماله الخيرية إنشاء مجموعة من الأوقاف الخيرية الخاصة بمشاريع تزويج الشباب في مجموعة من مدن المملكة ومحافظاتها، وهي أوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي لزواج شباب محافظة البكيرية وبريدة وعنيزه والرس والمذنب وعيون الجواء ورياض الخبراء والسحابين. كما أنشأ مجموعة من الأوقاف الخيرية الخاصة بأعمال البر كمساعدة الفقراء والمساكين وبناء المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم في مجموعة من مدن المملكة ومحافظاتها. وأسهم مع إخوانه (صالح وعبدالله وسليمان) في إنشاء حملة الراجحي الخيرية للحج وإنشاء أوقاف خاصّة بخدمات الحج. وتوج الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي "رحمه الله" أعماله التجارية بإنشاء شركة منافع القابضة (شركة مساهمة مقفلة) التي تم تأسيسها بتحويل عديد من المشاريع العقارية من أراضٍ ومبانٍ ومجموعة من الفنادق والشقق المفروشة من مؤسسة محمد عبد العزيز الراجحي للتجارة والزراعة وهي مؤسسة خاصّة إلى شركة مساهمة لتبقى صرحاً اقتصادياً ضخماً يتوقع أن يسهم بدور كبير في دعم التنمية في المملكة. رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته جزاء ماقدمه لوطنه ومواطنيه من أعمال جليلة.