في هذا اليوم المجيد، والذي يفوح عطراً بأريج الذكريات الجميلة، نتذكر كفاح بطل جسد أروع أنواع التضحية في سبيل توحيد وطن مترامي الأطراف، هو ومن معه من الرجال الأفذاذ!! إنه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - حينما أتى على بلدان متناثرة فلم شلمها، ووحد صفوف أبنائها تحت راية وقيادة واحدة، وأسس بلداً دستوره القرآن الكريم، وبنى كيانه على الشريعة الإسلامية السمحة، وأطلق على هذا الكيان «المملكة العربية السعودية»، فدبت الحياة في جسد هذا البلد الفتي، وأخذ يشق طريقه نحو الرخاء والازدهار تحت قيادة الملك المؤسس طيب الله ثراه، وأتي من بعده أبناؤه البررة: الملك سعود، ثم الملك فيصل، ثم الملك خالد، ثم الملك فهد - عليهم رحمة الله - محافظين على ذلك النهج القوي والأساس المتين، ثم جاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ليكمل المسيرة التي انتهجها والده المؤسس ومن بعده إخوانه الميامين نحو تحقيق الازدهار والتقدم. ولا تزال هذه البلاد ولله الحمد تزخر بالخير والأمن والسلام. ويأتي اليوم الوطني ليذكرنا بالانجازات التي تمت كل عام منذ تأسيس المملكة، ويرسم لنا شكلاً بيانياً صاعداً يوضح مدی التقدم والازدهار الذي حققته المملكة طيلة تلك السنوات الماضية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، وهي مرحلة أدهشت العالم، وهي مدعاة للفخر والاعتزاز. إن هذا التقدم وهذه المشاريع التي نراها تتحقق لوطننا كل يوم تشير بصدق إلی نية خالصة من قادتنا - حفظهم الله - لتحقيق الرخاء والرفاهية للشعب السعودي الكريم. وفي هذا اليوم الذي يعبق برائحة الماضي ونفتخر فيه بالحاضر ونستشرف فيه مستقبلنا لا يسعني إلا أن أتقدم لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، ووزير الدفاع - سلمه الله - وكافة الأسرة الملكية الكريمة، وإلى الشعب السعودي النبيل بصادق التبريكات لذكرى هذا اليوم الوطني الأغر. * نائب الأمين العام لمجلس الوزراء