احتفلنا يوم أمس بيوم الوطن واكتست أرض هذه البلاد الطيبة باللون الأخضر معبرة عن كل معاني الانتماء الوطني الصادق بين المواطن والقيادة، والاعتزاز بالهوية التي منحتنا إياها الجغرافيا والإرث النضالي للموحد والإيمان بالإنسان تحت مظلة وطننا الكبير، لقد كانت المناسبة بمرور 82 عاما على تأسيس المملكه على يد الموحد الملك عبدالعزيز يرحمه الله وطنية بمعنى الكلمة وتلاقت فيها كل أطياف وفئات الوطن وزينتها الإجازة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله لموظفي الدوله والطلبة لترسيخ مفاهيم هذا اليوم واستعادة ألقه وقراءة التحولات الاجتماعية والتنموية التي مر بها الوطن حيث كانت هذه الصحراء مسرحاً فوضويا للتقاتل والتناحر والشتات، ومما لا شك فيه ان إجازة اليوم الوطني قرار صائب يعطي الجميع فرصة التعبير عن مشاعرهم تجاه الوطن إن اليوم الوطني هو مراجعة احتفائية واحتفالية بعبورنا إلى مفهوم الدولة، وقيام وحدة قوية متماسكة من مياه الخليج العربي شرقا وحتى سواحل البحر الأحمر جنوبا، وتصنف هذه الوحدة بأنها أروع وأنجح وحدة في التاريخ العربي المعاصر حيث صاغت الجغرافيا والتاريخ والإنسان في توجه واحد، وهدف واحد، وغايات واحدة تنحو لخدمة قضايا العروبة والإسلام ، وترسخ النماء والنمو والاستقرار والأمن للإنسان لكي ينتج ويعمل ويقدم العطاءات للوطن كمشارك في صناعة نهضته، وصياغة وثباته نحو التأثير في القرار الإقليمي والأممي بما يخدم الإنسانية، ويكرس الحب والتصالح والحوار والفهم بين شعوبها . لقد حرضت إجازة اليوم الوطني الصغار لطرح الأسئلة، ما معنى اليوم الوطني، كيف كانت هذه الجغرافيا بفضائها الإجتماعي، وتضاريس تجمعاتها البشرية.. ؟ وأسئلة من هذا النوع التي تجعل الصغار يستعيدون ملحمة خالدة قادها عبدالعزيز - طيب الله ثراه - من خلال إيمانات بالأرض والإنسان حتى تحقق له الحلم، وحوله واقعا معاشا، وأقامه كيانا متماسكا قويا صلبا مؤثرا . على الجيل الجديد الذي لم يعاصر مراحل التأسيس والتكوين أن يعرف أننا قبل مايقارب الخمسة عقود من الزمن لا نعرف التعليم النظامي، ولا الطبابة، وأن عاصمتهم الرياض كانت أقرب في تجمعها السكاني ومساحتها الجغرافية إلى قرية صغيرة، وكانت تغلق أبوابها ليلاً لتمارس حياتها نهارا في مركز اقتصادي واحد ومتواضع هو سوق المقيبرة وسوق الصفاة . لنتأمل واقعنا الآن .. ونعتز .