تعيد إلينا ذكرى اليوم الوطني نقطة التحول في تاريخ المملكة العربية السعودية، فقد تحقق في هذا اليوم توحيد المملكة بأطرافها المترامية لتصبح نموذجاً رائعاً فريداً لالتئام شمل الأمة الذي يعكس بحق معنى الوحدة وترابط النسيج الاجتماعي في بلادنا الغالية. ولقد حققت خطط التنمية التي رسمتها بلادنا نجاحاً مستمراً على مر السنين أثمرت قفزات سريعة في شتى المجالات، ونهضة حضارية تنموية شملت كافة الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.. وبالإضافة إلى مركز المملكة العربية السعودية المتميز عربياً وإسلامياً أصبح لها حضور عالمي وإسهامات سياسية واقتصادية بارزة تتناسب مع رسالتها في المجموعة الدولية في كافة المجالات مع تمسكها بالثوابت وقيم الدين الاسلامي العظيمة. ولذا فاليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو يوم بناء الإنسان السعودي الذي أثبت بجدارة انه قادر على صناعة التاريخ، وقادر على الأخذ بأسباب التطور الحضاري الحديث بما يتناسب وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. وبنظرة سريعة إلى الماضي القريب نرى بأن بلادنا استطاعت أن تحقق قفزة حضارية كبيرة في زمن قياسي، وأن تخلق منظومة تنموية حضارية متكاملة تبشر بمستقبل واعد. ولعل من أبرز ما يميز هذه النهضة الحضارية التي ازدانت بها بلادنا الغالية الاهتمام الكبير بالارتقاء بالتعليم على المستويين العام والعالي في كافة مراحله وجميع مجالاته وميادينه، والاهتمام المتزايد بالبحث العلمي في الجامعات وتوجيهه بما يخدم خطط التنمية. فتوسعت الدولة في إنشاء الجامعات الحكومية في مختلف محافظات المملكة حتى أصبح لدينا (25) جامعة حكومية بالإضافة إلى العديد من الكليات والمعاهد والمؤسسات العلمية المتخصصة التي أنجبت ولازالت تنجب وترعى مثقفينا ورجالات القيادة والسياسة والاقتصاد في بلادنا الغالية. وقفزت جامعاتنا إلى مراحل متقدمة في التصنيف العالمي جعلتها ضمن الجامعات العريقة في العالم. إن التنمية المستمرة والأمن والاستقرار الذي تعيشه بلادنا الحبيبة تبشر بمستقبل زاهر إن شاء الله، ولذا فإن احتفالنا بذكرى اليوم الوطني المضيئة دافع لنا لبذل مزيداً من الجهد والعمل معاً ليبقى وطننا دوماً في طريق النهضة والنماء قوياً شامخاً بعقيدته وبقيادته وبجهود أبنائه وبناته الأوفياء.