حقٌ علينا أن نفخر بمقدساتنا ومقدراتنا وقيمنا ووطننا، وأن نعلن الولاء الكامل وغير المشروط للوطن. والولاء مفهوم غير قابل للتجزئة، ويعني الإخلاص في العمل وصدق النية. وللوطنية مفهوم أدق وأعمق في وجدان الشعوب، إنه يعني الانتماء للأرض، واللحمة بين أفرد المجتمع، وذوبان المصلحة الخاصة في المصلحة العامة. وكل شعوب الأرض تفخر بأوطانها وتعتز بقيمها وتضحي من أجلها، ونحن أحق بأن نفخر بانتمائنا لبلد الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين، ومهبط الوحي. وبالرغم من كل المشاكل التي قد نعاني منها في حياتنا اليومية، إلا أن الله – عز وجل – أنعم على وطننا الطاهر بالخير الكثير. قال تعالى {وإِذْ تَأَذّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأًزِيدَنّكُمْ، والشكر يكون في الرخاء والشدة. واليوم الوطني مناسبة لتكريس مشاعرنا الوطنية وتعميق حبنا لبلادنا ورغبتنا في التضحية من أجله. يجب علينا أن لا ننسى الفضل بيننا، وأن لا نستسلم لعوامل الإحباط، وأن نعمل جاهدين للحد من تفاقم مشاكلنا، وأن لا نتنصل من مسؤوليتنا أو نستهين بقدرتنا في تحقيق حياة أفضل لنا وللأجيال القادمة من بعدنا. إننا نحن المواطنين ونحن الحكومة، فمنا المعلم والمهندس والطبيب والمراقب والمشرف ....الخ. وإخلاصنا في تأدية أعمالنا سيحل معظم مشاكلنا. إننا نعيش في أفضل أوضاعنا الاقتصادية على المستوى الكلي للبلاد، فمن فوائض العام المالي 2011م، أمر خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – بإنشاء أضخم مشروع سكني في التاريخ (500 ألف وحدة سكنية بتكلفة إجمالية تبلغ 250 مليار ريال), وهذا لم يكن متاحاً قبل عشر سنوات. السعودية اليوم في أفضل حالتها على المستوى الكلي للاقتصاد، فقد احتلت المرتبة الثالثة علمياً في فائض الحساب الجاري عام 2011م بعد الاقتصاد الالماني والصيني، وتوقعات صندوق النقد الدولي تشير إلى أن السعودية ستكون الأولى عالمياً في فائض الحساب التجاري نهاية العام الجاري 2012م لتحقق فائضاً يقدر بحوالي 682,1 مليار ريال (181,9 مليار دولار). كما أنها حققت رابع أكبر اقتصاد من حيث إجمالي الاحتياطيات في نهاية عام 2010م بعد الصين واليابان وروسيا الاتحادية، حيث بلغ إجمالي الاحتياطيات بما فيها الذهب 1,7 تريليون ريال (445,1 مليار دولار). ويتوقع أن تحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث حجم الاحتياطيات في نهاية عام 2011م، حيث بلغ إجمالي احتياطيات المملكة المالية 2,25 تريليون ريال (598,8 مليار دولار) في نهاية عام 2011م. هذه الاحتياطيات تعزز قوة ومتانة الاقتصاد الوطني بوصفه بيئة مستقرة جاذبة للاستثمار، مما يعزز مكانة المملكة في المحافل الدولية لاسيما بعد انضمامها في ديسمبر 1999م إلى مجموعة العشرين "G20" التي تضم أكبر 20 اقتصاداً في العالم. ولا يوجد أي مبرر لضعف الهمة والعزيمة الوطنية، بل يتعين علينا في هذه المرحلة أن نكون أكثر وطنية وتضحية لمكافحة الفساد ومعالجة المشاكل القائمة والمحتملة، ولا معنى لوطنيتنا إذا كانت مشروطة بالرخاء والرفاه. بل علينا أن نحب بلدنا حتى في أصعب الظروف، وأن نتكاتف لمعالجة البطالة، ومكافحة التضخم، وتطوير الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة.