سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تواصل حملة «الغضب الإسلامي» ضد الفيلم المشين والصور المسيئة ضد الرسول الكريم قتيل و15 جريحاً في باكستان.. وفرنسا تمنع الاحتجاجات.. واستنفار أمني في لبنان
قتل شخص وجرح 15 آخرين، امس الجمعة، في بيشاور الباكستانية بعدما تحولت احتجاجات ضد الفيلم المسيء للإسلام إلى أعمال عنف أحرق خلالها المتظاهرون صالتي سينما، فيما دعا رئيس الوزراء رجا برويز أشرف دول العالم إلى اعتبار تدنيس المقدسات جريمة. وقالت شبكة "سماء" الباكستانية التلفزيونية، إن رجلاً يعمل سائقاً مع قناة تلفزيونية خاصة قتل وجرح 15 آخرين في حوادث إطلاق نار في المدينة، من دون أن توضح الجهة التي أطلقت النار. وأضافت أن المحتجين الغاضبين أحرقوا صالتي سينما حيث استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وعمّت المظاهرات أنحاء باكستان إحياء لما دعت اليه الحكومة تحت عنوان "يوم عشق الرسول" احتجاجاً على فيلم "براءة المسلمين" الذي اعتبر مسيئاً للنبي محمد وللإسلام. وفي خطاب أمام الحكومة لمناسبة إحياء هذا اليوم "عشق الرسول"، دعا رئيس الوزراء دول العالم إلى اعتبار تدنيس المقدسات جريمة يحاسب عليها القانون، مؤكداً أن الفيلم آذى مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم وهو لا يمت إلى حرية التعبير بصلة. واستغرب كيف يعاقب من يقول أي شيء ضد الهولوكوست بينما يتم تجاهل مشاعر المسلمين بالكامل. وكانت باكستان استدعت امس السفير الامريكي لدى إسلام آباد للاحتجاج على الفيلم المسيء. وقال التلفزيون الباكستاني الحكومي إنه جرى استدعاء السفير ريتشارد هوجلاند لاتخاذ إجراء ضد منتج الفيلم المسيء وللمساعدة في ضمان حجب المقاطع المثيرة للجدل من الفيلم من الموقع الإليكتروني "يوتيوب" لعرض مقاطع الفيديو. من جهتها، رأت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي ان نشر الرسوم الكاريكاتورية بعد عرض الفيلم "استفزاز متعمد" من الافضل "تجاهله". وقالت في لقاء مع صحافيين في جنيف إن "هذه الرسوم الكاريكاتورية هي الاخيرة من سلسلة من الاستفزازات المتعمدة.. وافضل طريقة لمواجهة هذه الاستفزازات المتعمدة والغبية هي تجاهلها". كما دانت "ردود الفعل العنيفة والمدمرة" على نشر الرسوم والفيلم. وفي اندونيسيا تظاهر عشرات الاشخاص امام مقار شركات اميركية وبعثيتن قنصليتين فرنسية واميركية للاحتجاج على الفيلم ونشر الرسوم الكاركاتورية. ففي ميدان في اقليم سومطرة في الشمال، أحرق عشرات من أعضاء حزب جبهة المدافعين عن الاسلام، العلم الاميركي امام قنصلية الولاياتالمتحدة ورفعوا لافتات كتب عليها "من يهين النبي محمد يستحق الموت" و"اسرائيل واميركا دولتان ارهابيتان". لبنانيون ينددون بالفيلم المسيء في تظاهرة حاشدة وسط بيروت كما تظاهر حوالي مئتا شخص امام قنصلية فرنسا في سورابايا (شرق جاوة) وهم يهتفون "الموت لاميركا الموت لفرنسا". وقال احد الخطباء وسط هتافات التكبير "ندعو اميركا وفرنسا الى الكف عن اهانة رسولنا". واغلقت كل البعثات الدبلوماسية الاميركية والفرنسية في اندونيسيا وحوالي عشرين بلدا اسلاميا الجمعة في اجراء وقائي. وفرضت اجراءات امنية مشددة في وسط العاصمة التونسية اليوم حيث تمنع حركة السير خلال النهار لمنع اعمال عنف او تظاهرات. وقال صحافي من وكالة فرانس برس إن السفارة الواقعة في جادة الحبيب بورقيبة اكبر شوارع وسط المدينة، محمية بأسلاك شائكة على ارتفاع رجل وشاحنات عسكرية ومدرعة وشاحنة يعلوها خرطوم مياه، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. ويخشى الغربيون وعلى رأسهم فرنسا ان يزيد نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التوتر ويؤدي الى فلتان جديد. لكن في باريس اكد رئيس مجلس مسلمي فرنسا محمد موسوي لاذاعة فرنسا الدولية انه "يكرر دعوته الى عدم التظاهر". واضاف "نعتبر ان اي تظاهرة في الوضع الحالي يمكن ان يتم التلاعب بها والا تكون مثمرة. على مسلمي فرنسا احترام الاطار القانوني الذي يسمح بالتظاهرت". وتابع موسوي ان "شعور مسلمي فرنسا بالاستياء مشروع. انه تدخل عدواني ومجاني في صميم مشاعرهم الدينية واستفزاز ولديهم الحق في التعبير عن استيائهم". وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية ظهر اليوم انه لم يسجل اي حادث لدى بعثاتها ومصالحها ولا لدى رعايا فرنسيين في الخارج. وقررت السلطات الفرنسية إبقاء سفاراتها وقنصلياتها ومدارسها في حوالي عشرين بلدا عربيا او اسلاميا. ودعا وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الرعايا الفرنسيين الى البقا في بيوتهم الجمعة واكد انه "مهتم" بأمر الجنود الفرنسيين في افغانستان ولبنان. وأكدت فرنسا امس انها لن تسمح بتنظيم احتجاجات في الشوارع وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس إن مديري الشرطة في شتى انحاء البلاد تلقوا اوامر بمنع اي احتجاجات على هذا الامر والتعامل مع من يخالف هذا الحظر. وقال "لن يكون هناك اي استثناء. المظاهرات محظورة وستفض". في الشأن ذاته أقفلت المدارس والمراكز الثقافية الفرنسية في لبنان امس الجمعة تخوفا من حصول تجاوزات في التظاهرات والتجمعات. وأبلغت ادارات المعاهد الفرنسية في لبنان في بيروت وجبل لبنان والشمال والجنوب تلامذتها بالتزام منازلهم بسبب الاقفال، فيما شاهد مراسلو وكالة فرانس برس في طرابلس (شمال) وصيدا (جنوب) تعزيزات عسكرية بالآليات والجنود وعناصر قوى الامن في محيط المراكز الثقافية وغيرها من المؤسسات الفرنسية. كما اتخذ الجيش اللبناني تدابير امنية في محيط بعض المساجد في طرابلس وصيدا وبيروت.