سيطرت العمالة الأجنبية على مكاتب الخدمات أمام جوازات المنطقة الشرقية، ورغم سعودتها من قبل الجهات المختصة, إلا أن الشباب السعودي لم يستطع أن يكمل المشوار في ظل ارتفاع الإيجارات وقلة الدخل, حيث إن إدارة الجوازات بالمنطقة لا تستقبل أكثر من معاملتين من قبل المعقب السعودي بالإضافة إلى منافسة العمالة التي تسيطر على 60% من تلك المكاتب. الزهراني: بعض المعقبين ينجزون معاملاتهم بالواسطة والمعارف ويشكو المعقبون وملاك المكاتب من عدم وجود نظام سريع يساهم في إنهاء إجراءات المعاملات التي بالكاد تغطي مصاريف مكاتبهم وموظفيهم، وتعرض كثير منها إنهاء خدمة العاملين بغية توفير اكبر قدر ممكن من المصروفات ما جعل ملاك المكاتب يقومون بأنفسهم بمراجعه الجوازات حتى وان أدى ذلك لإغلاق المكتب لساعات لعدم توفر موظف استقبال، إضافة للوقت الطويل الضائع في إدارة الجوازات بسبب قلة الموظفين ويتحمله المعقبون لمداومتهم بشكل يومي بحكم عملهم كمخلصين لإجراءات المواطنين والشركات والمقيمين. المعقبون السعوديون طالبوا بتطوير الأداء والرفع من مستوى الجودة لثقتهم أن إدارة الجوازات تعمل بشكل جاد على تذليل كافة المشاكل والصعاب على المواطن والمقيم. التزاحم عند بوابة جوازات الدمام شبح الانتظار في البداية يؤكد المعقب عبدالله عبدالغني العناء والتعب الشديد في الحصول على موقف للسيارة حتى بعد ان أصبحت المواقف القريبة لإدارة الجوازات مدفوعة الأجر، مشيرا الى أن أكثر ما يؤرق المراجعين والمعقبين على حد سواء شبح الانتظار البعيد الذي يجعل العديد منهم يخرج ليقضي بعض الأعمال والمشاوير ومن ثم العودة مرة أخرى ليتمكنوا من إنهاء معاملاتهم التي لا تتجاوز اثنتين وأحيانا واحدة فقط، فيما يتكبد المعقبون الذين يحضرون من مناطق بعيدة الكثير من العناء حيث يأتون من ساعات الصباح الباكر على أمل ان يتمكنوا من الانتهاء قبل الظهر. الصالح: نقضي ساعات طويلة في الجوازات والمحصلة 60 ريالاً وأوضح أن إدارة الجوازات لا تستقبل أكثر من معاملتين في اليوم الواحد مما زاد مشكلتنا تعقيداً أكثر حيث الإيجارات التي ارتفعت في محيط موقع الجوازات والرواتب وعدد الموظفين, مؤكدا أن العمالة زادت من المعاناة حيث تملك نسبة كبيرة من المكاتب وقامت بتوظيف السعوديين لديها وتدير أعمال أبناء جلدتها. مشكلة البيروقراطية وقال المعقب أحمد الصالح إن كثيرا من موظفي الجوازات يرفضون استلام معاملتين ويكتفي بواحدة بهدف إتاحة المجال للغير وهو ما يكبدنا الكثير من الخسائر والتأخير في معاملاتنا التي تجعل زبائننا يتهموننا بالتقصير وعدم العمل الجاد في التخليص. وأضاف: لو تمكن من إنهاء معاملتين بشكل يومي فلن يتجاوز المدخول الشهري 2400 ريال باعتبار ان قيمة تخليص الجواز 60 ريالاً فيما إيجار مكتب الخدمات لا يقل عن 1500 ريال وراتب موظف الاستقبال 1500 ريال وراتب المعقب 3000 ريال، أي ما يقارب 6000 ريال بخلاف الفواتير والمصروفات الأخرى، لذلك فضل الكثير من أصحاب المكاتب الاستغناء عن الموظفين والعمل بأنفسهم حتى يتمكنوا من تغطية المصاريف والخروج بهامش ربح بسيط، خصوصا ان مكاتب الخدمات انتشرت بشكل كبير وأصبح سوق العمل بالنسبة للمعقب مليئاً بالمنافسين مع ادعاء الكثير من المعقبين المقدرة على إنهاء الإجراءات بشكل سريع حتى مع وجود مخالفات او نقص في المستندات مما يغري المخالفين لدفع المزيد في سبيل إنهاء معاملاتهم. واشار الى أن تكاثر العاملين بهذه المهنة سبب بعض التجاوزات التي يشترك في انتشارها الموظف والمعقب فالأول قد يعطل بعض المعاملات ببيروقراطية ومزاجية في بعض الأحيان، ما جعل بعض المعقبين يلجؤون لتسويق خدماتهم على المواطنين بقدرتهم على تجاوز كافة الإجراءات البيروقراطية. المحسوبيات والواسطة وعلى الرغم من الزحام الشديد للمراجعين والمعقبين في صالات الانتظار الخاصة بإدارة الجوازات إلا أن أكثر من معقب أكد أن العمالة الأجنبية أصبحت تدير المعاملات عبر مكاتبها بعد أن خرج السعودي من سوق الخدمات بسبب المنافسة الشديدة من قبل تلك العمالة. وقال عبدالعزيز الزهراني: هناك محسوبيات يتحصل عليها بعض المعقبين الذين يستطيعون إنهاء إجراءاتهم بطريقة تتجاوز الخطوات النظامية، مشيرين في ذات الوقت الى أن هناك أجانب يعملون كمعقبين ويعتبرون من المتمكنين الذين نافسوا وضيقوا على المواطن في عمله. وبين أن العمالة الأجنبية تملك نسبة كبيرة من المكاتب المنتشرة حول الجوزات, بأسماء سعوديين ويقومون بإدارتها. ويتمنى المعقبون أن يتحصلوا على تسهيلات وخدمات تقارب ما يتحصل عليه مندوبو الشركات الذين يستطيعون تخليص الكثير من الإجراءات بكل يسر وسهولة، مشيرين الى أن ذلك سيساهم في تعزيز هذه المهنة التي يعمل بها شريحة كبيرة من المواطنين. بعض الوافدين امتهنوا التعقيب في منافسة صريحة للمواطنين