إن في تاريخ كل شعب وأمة وعبر التاريخ هناك قادة أفذاذ صنعوا أو خلدوا مجداً و أصبحوا رمزاً من الرموز الشامخة التي لا تنسى بل و أصبحوا معلماً تاريخياً لشعوبهم و أمتهم ومن هولاء الأفذاذ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمة الله وطيب الله ثراه والذي تمكن بالعزيمة والإصرار والنظرة الثاقبة و بمعاونة جمع من الرجال المخلصين الذين نذروا أنفسهم في سبيل الله لتحقيق العدل والمجد لشعبهم وتحقيق الوحدة لتلك البلاد بعد الشتات و إرساء الأمن بعد الخوف بالاعتماد على الله ثم التسلح بالإيمان وعزيمة الأبطال وفكر القادة لترسيخ دعائم هذا الكيان الكبير على أسس كلمة التوحيد ومنهج الإسلام و قد قال فيه المستشرق موريس جارنو في كتابه ( تحقيق حول ابن سعود – إذا كان ابن سعود قد نجح في لم شتات الجزيرة تحت لوائه وإذا كان قد جعل من بلد مضطرب بلداً أكثر أمناً فمرجع ذلك ليس للقوة والسيف بل لأنه سكب في أعمال الأمة الناشئة جل عوامل التراص والتماسك أي التقيد الشديد بأحكام القرآن ... كيف لا يكون الملك عبد العزيز ملء عين الزمن وشاغل خاطر الدهر وهو أول ملك عربي يأخذ بشعبه إلى ركب الحضارة ). واليوم ونحن مع غرة برج الميزان الموافق 23سبتمبر- السابع من شهر ذي القعدة للعام 1433ه نعيش ذكرى عزيزة على قلوبنا ألا وهي الذكرى الثانية والثمانين لليوم الوطني لتوحيد هذه الدولة المترامية الأطراف والذي تحقق بفضل من الله ثم بفضل قائد ومؤسس هذه الدولة الملك عبد العزيز رحمه الله الذي يحق لنا أن نفاخر بما حققه من إنجاز يصعب تحقيقه من قبل الكثيرين حيث إن ما نراه اليوم هو ثمرة جهد وتضحية قائدنا الشجاع والذي انعكس وتجلى على هذا الكيان الكبير الذي أصبح دولة عصريةٍ حققٍت التقدم الكبير والمتسارع في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والطبية والصناعية والسياسية بفضل نهج أبناء المؤسس المخلصين على خطى والدهم القائد والذين استطاعوا من بعده بكل حكمة واقتدار من قيادة دفة البلاد والمضي بها قدماً بكل ثقة متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه وجعلهما نبراساً ساطعاً في دستور هذه الدولة العزيزة على قلوبنا لماضي مشرف وحاضر شاهد وغد واعد مشرق. كما نستذكر مع مرور ذكرى هذا اليوم وبالأمس القريب أننا فقدنا شخصيتين قياديتين عزيزتين على قلوبنا وهما صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود والذين ساهما مع من سبقوهم رحمهم الله جميعا في إرساء لبنات هذا الوطن الكبير. ولعل من حق الوطن علينا وحق ولاة أمرنا في هذا اليوم المجيد أن نستذكر ضرورة التفافنا حول قيادتنا وتكاتفنا جميعاً في وجه الذين يسعون إلى تدمير مكتسبات هذا الكيان ومنجزاته ومحاولة التغرير بأبناء هذا الوطن ودفعهم إلى طريق الانحراف والهلاك كما يتطلب منا جميعا أن نكون صفاً واحداً متماسكا و كياناً منيعاً يتحطم أمامه كل هدف أو مقصد شرير للنيل من كبرياء و شموخ هذا الوطن وأمنه لاسيما في الظروف العصيبة والفتن التي تمر بها دول المنطقة من حولنا. أسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والآمان والعزة والقوة وأن يحفظ لنا بلادنا وقادتنا. *وكيل الحرس الوطني للشؤون الفنية