المتتبع للتغيرات في المجتمع السعودي خلال العشرين عاما الماضية يتضح له جلياً التوجه إلى تبني مفهوم السياحة المحلية كمتنفس للأسر داخل المملكة.. وهذا ما دفع إلى التوسع في توطين مشاريع سياحة وفقاً للمتاح والامكانات. وهذا يعني التوسع المستمر في الفنادق والشقق المفروشة والمراكز السياحية والتجارية، وهو الداعم الأول للبنية التحتية للسياحة يرافقها الدور الأكبر من الدولة متمثلاً بالمطارات والطرق التي تعزز من التواصل بين مناطق المملكة المتباعدة جغرافياً. وهنا يقول عبداللطيف الخضير المستثمر في مجال الترويح والسياحة: ان موقع منطقة القصيم يحتل حيزاً جيداً على خارطة السياحة في المملكة لعدة مميزات تنفرد بها عن غيرها.. لكنها لاتزال مغيبة عن المشهد الاقتصادي.. وهناك الكثير من أبناء المنطقة الساعين إلى الدفع بالمنطقة لتكون رقماً مميزاً للسياحة وفقاً للمتاح لها، وهو الأمر الذي دفع بريدة وهي العاصمة الإدارية للمنطقة لتكون امتدادا هاماً للسياحة في المنطقة استنادا على ما تتميز به. عبداللطيف الخضير ويرى الخضر أن أهم أسباب الدعم السياحي المقترن بجمال الطقس هو القطاع الزراعي؛ الذي شكل داعماً للمدينة في جذب السياح لها عبر مهرجان التمور السنوي والذي تعتبر من خلاله بريدة من أوائل المدن والتي تبنت دعم منتوجه الزراعي الأول (التمور) في جعله مهرجاناً سنوياً للبيع والشراء والتسويق لكافة موقعها على خارطة السياحة يحتاج إلى مزيد من التسويق محافظات المملكة.. ان كثرة المزارع يتيح لبريدة بشكل خاص منحها ميزة الأجواء المناخية المناسبة إلى حد ما، وخصوصاً في فترات الليل.. إلى جانب ذلك تمتاز المنطقة بسهولة الوصول لها عبر الطرق السريعة المرتبطة بها مع مدن المملكة وهذا جهد جبار وكبير من الدولة تم لها بفضل الله ومن ثم الدعم المستمر من رجالها. والعنصر الهام الذي يراهن عليه عبداللطيف الخضير.. الكثافة السكانية الكبيرة لمدينة بريدة خاصة والقصيم عامة التي كشفت عنها مصلحة الإحصائيات العامة والمعلومات عام 1431 ه حيث تجاوز سكان بريدة ال 614 ألف نسمة وهذا الرقم يشكل داعماً ودافعاً للمستثمرين لجعل مدينة بريدة هدفاً لهم في المشاريع التجارية وقطاع التجزئة بشكل عام والسياحية بشكل خاص.. مما يجعل منه عاملاً مهما في إشغال الفنادق والشقق المفروشة في المنطقة؛ بل دافع للتوسع في هذا المجال وهذا أمر تؤكده بيانات هيئة السياحة في المنطقة؛ إضافة إلى برامج بريدة السياحية في الإجازات الصيفية وهي عامل دفع آخر للمدينة جعلها تتمركز حول آلية عمل مستمرة لهذه المهرجانات. والامتداد الأجمل الذي يضيفة عبداللطيف الخضير هو وجود المزارع والأماكن السياحية البرية بالقرب من المدينة الذي ساهم في تنظيم مهرجانات مستمرة في فصل الشتاء كربيع الطرفية.. الذي يبدأ في إجازة منتصف العام الدراسي ويستقطب العديد من المتابعين من المحافظة وبقية محافظات المملكة نظراً لما يقدمه من تنوع في العرض كعروض السيارات والسلع والمنتوجات الشعبية؛ وهذه ميزة لها جعلت من مهرجان الكليجا مصدراً آخر للجذب السياحي في المدينة. كل هذه العوامل وأكثر تجعل للجانب السياحي لأي منطقة أمراً داعماً لها.. وكذا بريدة التي تحظى بدعم وتوجيه وعناية خاصة من أميرها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الدكتور فيصل بن مشعل اللذين يديران عجلة المنطقة التنموية والإدارية والتجارية والسياحية باقتدار وحنكة.. ساهمت بعد توفيق الله في الوصول إلى ما يطمح له كل محب للمنطقة.. ونتطلع إلى الأكثر.