نزع متظاهرون مصريون مساء امس العلم الاميركي من فوق مقر السفارة الاميركية في وسط القاهرة ورفعوا مكانه علما اسود كتب عليه "لا اله الا الله محمد رسول الله" احتجاجا على فيلم يؤكدون انه مسيء للاسلام انتجه مصريون اقباط مهاجرون في الولاياتالمتحدة، بحسب ما افاد مصور وصحافية من فرانس برس. وتجمع قرابة ثلاثة آلاف متظاهر من الاسلاميين السلفيين ومن مشجعي (التراس) فريقي كرة القدم الاهلي والزمالك امام السفارة وتسلق عشرات منهم سورها الخارجي ونزع واحد منهم العلم الاميركي المعلق على المبنى ووضع بدلا منه العلم الاسود المكتوب عليه "لا اله الا الله محمد رسول الله"، وفق المصدر نفسه. ويحتج المتظاهرون على فيلم يؤكدون انه مسيء للنبي محمد انتجه مصريون اقباط مهاجرون في الولاياتالمتحدة ويحمل عنوان "محمد نبي المسلمين". وتدخلت الشرطة من دون استخدام العنف وطلبت من المتظاهرين الذين تسلقوا سور السفارة ان ينزلوا، فاستجاب بعضهم الا ان عددا منهم ظل فوق السور. وقام عمال السفارة الاميركية بعد ذلك بانزال العلم الاسود من فوق المبنى، بحسب ما أكد متظاهرون لفرانس برس. وردد المتظاهرون شعارات تندد بالفيلم وبمنتجيه. وكتبوا على سور السفارة "إلا رسول الله" و"لا إله إلا الله". وابدى العديد من الناشطين المؤيدين للديموقراطية ومن بينهم وائل غنيم مساء امس استياءهم من هذه التظاهرة. وكتب غنيم على صفحته على فيسبوك "الهجوم على السفارة الأميركية يوم 11 سبتمبر وبأعلام ارتبطت في ذاكرة المواطن الأميركي العادي بتنظيم القاعدة لن يفهم عند الرأي العام لديهم بأنه حملة غضب ضد الفيلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بل سيفهم أنه حملة احتفال بما حدث من جريمة يوم 11 سبتمبر فالمواطن الأميركي العادي ارتبط في ذهنه هذا التاريخ بذكرى أليمة مات فيها أكثر من 3000 شخص، وهو لن يفهم أساسا علاقة السفارة الأميركية بالفيلم". واصدرت السفارة الاميركية في القاهرة صباح الاحد بيانا بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر اكدت فيه انها "تدين قيام بعض الافراد الضالين بايذاء مشاعر المسلمين كما تدين اي اساءة الى ابناء كل الديانات". وكان مفتي مصر علي جمعة شجب في بيان اصدره الاحد "ما قام به بعض المتطرفين من أقباط المهجر من إعداد فيلم مسيء للرسول" معتبرا ان "هذه الإساءة تمس مشاعر ملايين المسلمين في العالم كونها تحاول النيل من أقدس رمز بشري لديهم وهو نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم". وأكد المفتي رفضه "التحجج بحرية الرأي والتعبير لتبرير وتغطية هذه الإساءة" مضيفا ان "الاعتداء على المقدسات الدينية لا يندرج تحت هذه الحرية، بل هو وجه من وجوه الاعتداء على حقوق الإنسان بالاعتداء على مقدساته". ودعا جمعة "أنصار حقوق الإنسان والهيئات الأخلاقية والدينية وأهل الحكمة من العقلاء والمفكرين الىالتصدي لانتهاك المقدسات لأي دين من الأديان، حتى يسود العالم المحبة والإخاء". من جهتها اكدت وزارة الخارجية الاميركية ان مجموعة من المحتجين تسلقوا سور السفارة الاميركية في القاهرة امس ونزعوا العلم الاميركي. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فكتوريا نولاند ان "بعض الاشخاص اخترقوا السور وانزلوا العلم واستبدلوه"، مضيفة انه لم ترد تقارير حتى الان عن وقوع اصابات. ورداً على سؤال حول ما اذا كان المتظاهرون استبدلوا العلم الاميركي بعلم "تنظيم القاعدة"، قالت "ما سمعته انهم استبدلوه بعلم اسود ليس عليه شيء. ولكن ربما اكون مخطئة في ذلك". وصرحت نولاند للصحافيين في مقر الوزارة "نحن نعمل مع الامن المصري لمحاولة اعادة النظام في السفارة، ولمحاولة السيطرة على الوضع". واضافت "ليست لدي تفاصيل كاملة، لكن يبدو ان الامور حدثت بسرعة من قبل مجموعة صغيرة نسبيا من الناس، ولكنهم فاجأونا كما فاجأوا الامن المصري امام السفارة". من جانبها أدانت جامعة الدول العربية امس الإساءة إلى الرسول محمد من خلال فيلم سينمائي أنتجه بعض أقباط المهجر بالولاياتالمتحدة الأميركية. ووصف نائب الامين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، في تصريح للصحافيين مساء امس، إنتاج الفيلم المسيء إلى الرسول العربي والذي حمل اسم "محمد نبي الإسلام"، بالاستفزازي والمرفوض والمدان، مشدِّداً على أن احترام المقدسات والرموز الدينية هو مبدأ أساسي أقرته الأممالمتحدة. وأضاف بن حلي أن هناك قراراً في الأممالمتحدة يُدين أي أعمال تمس المقدسات أو تمس الرموز الدينية، "فما بالك بالرسول صلى الله عليه وسلم، فلهذا نحن ندين مثل هذه الأعمال التي أدانها المنصفون من الأديان السماوية".