طوال تاريخ نادي النصر لم يخرج من مؤرخي مسيرته أو الباحثين في تاريخه ليتحدث عن العم احمد عبدالله أحمد البربري «رحمه الله» الذي ودعنا مطلع الشهر الماضي عن 96 عاماً وينصف دوره في التأسيس وبناء الكيان النصراوي بسبب كونه من أبناء الجالية السودانية الشقيقة الذين كانت لهم بصمات محفورة في تاريخ و تطور الكرة السعودية قبل عقود عديدة حتى يوم الجمعة الماضي .. حين خرج عبر جريدة «الرياض» المؤرخ النصراوي الأول الأستاذ خالد المصيبيح ليحدثنا عن تاريخ هذه الشخصية النصراوية المجهولة ودوره الفاعل في مرحلة بناء النصر خلال النصف الثاني من حقبة سبعينيات القرن الهجري الماضي حيث ذكر المصيبيح أن أحمد البربري كان واحداً من ستة أشخاص شكلوا مجموعة التأسيس لنادي النصر يتقدمهم الأخوان زيد وحسين بن مطلق الجبعاء «رحمهما الله» بجانب علي بن عويس وناصر بن نفيسة وعبدالرحمن بن حوبان «رحمه الله».. وأكد أن البربري تولى رئاسة النصر منذ بداية فكرة تأسيسه عام 1375 ه مرورا بمرحلة التأسيس الرسمي في جمادى الآخرة من عام 1377ه وانتهاءً بعام 1380ه ليكون بذلك أول رئيس في تاريخ نادي النصر وامتدت فترة رئاسته خمس سنوات متتالية كان خلالها يتلقى الدعم المادي الأكبر من أبناء الجبعاء الذين قام النادي على اكتافهما بالدعم المستمر ولم يحرصا على رئاسة النادي لنظرة المجتمع النجدي السلبية آنذاك للعاملين في الأندية . وجاءت نهاية فترة رئاسة البربري سنة 1380ه وهو العام الذي صدر فيه قرار الشؤون الرياضية التابعة لوزارة المعارف بتسجيل الأندية رسميا لدى الإدارة الرياضية واقتصار اللعب ورئاسة الأندية على أبناء الوطن ليستقيل على إثرها ولولا هذا القرار لاستمر احمد البربري في رئاسة النصر لأكثر من خمس سنوات بفضل ما كان يتمتع به «رحمه الله» من خبرة إدارية مكنته من العمل مباشرة دون تردد مع الأخوين زيد وحسين الجبعاء اللذين كانت لهما اليد الطولى في التأسيس والدعم المادي السخي . ويذكر التاريخ للبربري كما قال المصيبيح نجاحه في استقطاب عدد من اللاعبين المميزين من أندية اخرى مثل ناصر كرداش «رحمه الله» ورزق سالمين وعبدالله امان وميزر امان «رحمه الله» والأخير هو صاحب هدف الفوز على بطل مكة في نهائي بطولة المملكة لأندية الدرجة الثانية وصعود النصر لمصاف أندية الدرجة الأولى في موسم 1383ه وهو أول انجاز كروي يسجل في تاريخ «فارس نجد» قبل 50 عاماً . من هنا ندرك حجم الدور الكبير الذي لعبه البربري في مسيرة نادي النصر العريقة والأولوية التاريخية التي التصقت باسمه كأول رئيس في تاريخ (الأصفر) لخمس سنوات متتالية فاكتملت أمامنا الرؤية والحقيقة التاريخية لأول رؤساء أندية المنطقة الوسطى الأربعة الكبار التي كانت غامضة حيال هوية أول رئيس للنصر وكم امتدت فترته ؟ إذ كنا نعرف أن رائد الحركة التأسيسية للرياضة في الوسطى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد «رحمه الله» كان أول رئيس لنادي الشباب ل 10 سنوات متتالية كما كان أول رئيس للهلال ل 8 سنوات متتالية بجانب ان الشيخ عبدالله الزير «متعه الله بالصحة والعمر المديد» كان أول رئيس لنادي الرياض ل 8 سنوات متتالية لتكتمل المنظومة بمعرفة الرئيس الأول لنادي النصر وفترة رئاسته. وتبقى الأمنية المنتظرة أن يقدر النصراويون حجم التضحيات والعطاء الكبير الذي قدمه البربري لناديهم طوال حقبة السبعينيات والثمانينيات الهجرية إذ غادرنا بصمت الشهر الماضي دون أن ينعاه النصر ولو بإعلان في إحدى الصحف تخليدا لذكراه وتثميناً لجهوده المخلصة في مسيرة (فارس نجد).