شارك العديد من ممثلي تقنية المعلومات في المملكة، من جهات حكومية وشركات وطنية كبرى، في ورشة عمل بادرت بتنظيمها واستضافتها أرامكو السعودية، وقد تناولت الورشة أمن المعلومات وسبل حمايتها والاستجابة لحوادثها. واستعرضت أرامكو السعودية خلالها استراتيجياتها في إدارة الأزمات، والاساليب التي اتبعتها الشركة في الاستجابة لتعرض شبكتها الإلكترونية لفيروس من مصدر خارجي في 27 رمضان 1433. وقد افتتح رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين الأستاذ خالد بن عبد العزيز الفالح، فعاليات هذه الورشة والتي عقدت في الظهران امس الاول حيث ألقى كلمة قال فيها: "يوجد لدى أرامكو السعودية نظام لإدارة المخاطر بأنواعها، وقد صنف هذا النظام دوما مجال تقنية المعلومات بأنه مجال عالي المخاطر لدوره الهام في أعمال الشركة، وما قد يحمله تعرضه للاختراق من آثار على هذه الأعمال، فوضعنا الخطط المحكمة لأنظمة الوقاية والحماية. ولكننا ادركنا دوما، أننا مهما اتخذنا من احتياطات في هذا الشأن، فلن نكون واثقين مئة في المئة من أن نظمنا المعلوماتية لن تتعرض للاعتداء، ولذا فقد وضعنا من قبل خططاً للاستجابة للطوارئ المعلوماتية، وللتعامل مع السيناريوهات المحتملة وتداعياتها". الفالح: الورشة تهدف لعرض تجربة أرامكو في مكافحة الهجمات الإلكترونية ومضى الأستاذ الفالح في القول " وكان لدينا أيضا قبيل الاصابة بالفيروس خططا متكاملة للاستجابة للطوارئ المعلوماتية ضمنت استمرارية الأعمال . كما أن التصميم الذي بنيت عليه الشبكة الإلكترونية، وما أتاحه من وقاية من خلال الجدران العازلة، وما وفره من استقلالية للنظم الاساسية المختلفة، سبب في استمرارنا في تسيير كافة أعمالنا الرئيسة بكل كفاءة بحيث لم يتأثر أي من عملائنا بهذا الحدث، ولم تهدر قطرة واحدة من الزيت، ولم تتأثر سلباً أي من الخدمات المهمة أو التعاملات بهذا الفيروس ." وقال الفالح موجهاً حديثه للمشاركين في ورشة العمل من الجهات الحكومية والشركات الكبرى " اننا نعقد هذه الورشة لنتمكن من المشاركة معكم في تحقيق الاستفادة القصوى مما اكتسبناه من مهارات وخبرات في ارامكو السعودية من خلال مواجهة الحدث، فالذي حدث لنا كان يمكن أن يحدث لأي من المشاركين، ومن خلال عملنا معا نستطيع تعزيز دفاعاتنا جميعا، وإحباط مثل هذه المحاولات التخريبية." وبالإضافة الى رئيس الشركة، شارك مديرو إدارات وأخصائيون من تقنية المعلومات في أرامكو السعودية بخبراتهم وآرائهم حول الحلول المثلى لحماية وأمن المعلومات، كما ألقوا الضوء على المخاطر المترصدة والمستمرة في الفضاء الالكتروني. وقد قدم مدير إدارة حماية المعلومات وتخطيط التقنيات في أرامكو السعودية، الأستاذ أحمد الشيخ، وصفاً لجهود الشركة في احتواء الفيروس والحد من أضراره. وذكر بأن وجود نظم استجابة متعددة وخطط طوارئ للتصدي لأي فيروسات مستقبلية، كان في غاية الأهمية لاستمرارية العمل من خطة استجابتها للحادث، وأشار إلى أن الشركة قد قامت بإبلاغ الأطراف المعنية بأعمال بالشركة وموظفيها وشركائها وعملائها ووسائل الاعلام عن الحادث، وأطلعتهم بشكل دوري على أحدث المعلومات في هذا الصدد. كما دعت أرامكو السعودية ممثلين من الشركات الكبرى في تقنية المعلومات وتلك المتخصصة بأمن المعلومات، مثل شركة مايكروسوفت وشركة مكافاي للمشاركة بتجاربهم وتوصياتهم. واستعرضت ورشة العمل ايضا الإجراءات التصحيحية الفورية التي نفذتها أرامكو السعودية، والحلول التي حددتها على المديين المتوسط والطويل. وقد اختتمت الندوة بمناقشة مفتوحة تمت الإجابة فيها من قبل المختصين على الأسئلة التي وجهها الحاضرون.