الإنفلونزا مرض معدٍ قد يصيب أي شخص وتسببه مجموعة من الفيروسات، وعادة ما تسبب الإنفلونزا أمراضاً للجهاز التنفسي وخاصة الالتهابات الرئوية، وقد تكون الإنفلونزا بالشدة التي تؤدي إلى الدخول للمستشفى وحتى الموت، كما تسبب الإنفلونزا أعراضاً أخرى كالسعال وآلام العضلات والإرهاق والصداع واحتقان البلعوم. ومن مضاعفات الإنفلونزا حدوث التهابات رئوية بكتيرية وجفاف بالجسم، وقد تزيد سوءاً من حالة الاحتقان وهبوط القلب والربو وداء السكري، كما يمكن للأطفال أن يصابوا بمشاكل عديدة في الجيوب الأنفية وكذلك عدوى الأذن. يسبب فيروس الإنفلونزا عدوى موسمية تؤدي إلى موت آلاف الأشخاص معظمهم من كبار السن والأطفال كل عام، كما ينتشر الفيروس على شكل وباء عالمي متسبباً في موت الملايين بالعالم، وقد اجتاح العالم موجات وباء الإنفلونزا في السنوات الأخيرة وللعلم فقد تسبب وباء عام 1918م في موت 20 – 100 مليون شخص بالعالم، وقد انتشر مؤخراً وباء عالمي بسبب أنفلونزا (H1N1). ويعتبر الشخص المصاب بفيروس الإنفلوانزا معدياً لشخص آخر اعتباراً قبل ظهور الأعراض بيوم واحد ولمدة تتراوح بين 5 – 7 أيام بعد ظهور الأعراض ولكن بعض الأشخاص قد يفرزون الفيروس لفترة أطول، والأشخاص الذين يصابون بالإنفلوانزا هم أكثر عرضة لنقل العدوى بين اليومين الثاني والثالث بعد الإصابة، ويمكن أن تُنقل الإنفلوانزا بثلاث طرق وهي الانتقال المباشر والانتقال عبر الجوّ والانتقال من خلال اليد إلى العين، أو اليد إلى الأنف، أو اليد إلى الفم سواء من الأسطح الملوثة أو من الاتصال الشخصي المباشر مثل المصافحة، وفيروس الإنفلونزا شديد العدوى وسريع الانتشار ولكن يمكن قتله باستخدام المنظفات الجيدة أو التعرض لضوء الشمس ولهذا يُنصح بغسل اليدين باستمرار للحد من انتشار العدوى. تصيب الأنفلونزا الموسمية الأنف والحلق والرئتين وتظهر فجأة قشعريرة وحمى مرتفعة أي درجة حرارة أكثر من 38°م وترتفع الحرارة بسرعة خلال ال 24 ساعة الأولى وقد تستمر يوماً أو يومين وحتى أسبوع، كما يظهرالعطس والرشح واحتقان الأنف وقصر التنفس والقيء وزغللة العين والصداع والآلام العضلية بجميع عضلات الجسم ولا سيما في الرجلين وأسفل الظهر وآلام شديدة في المفاصل والشعور بألم وحرقان في العينين عند النظر للضوء، وتزول هذه الأعراض المرضية الحادة بعد 5 أيام، وعند انحسارها تبدأ أعراض الجهاز التنفسي كألم الحلق والسعال الجاف الذي يستمر أسبوعين، ويتعافى معظم المرضى خلال أسبوع أو أسبوعين لكن بعض المصابين تستمر أعراض الإرهاق الشديد والكسل أو التراخي لعدة أسابيع مسببة صعوبة في العودة لممارسة الحياة الطبيعية والعمل. أما في الأطفال الذين هم أقل من 5 سنوات فتتركز الأعراض عادة في المعدة بالإضافة للجهاز التنفسي مع وجود قيء وإسهال وألم في البطن، وربما تصيبهم تشنجات بسبب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة وخلال 2 – 4 أيام تبدأ الأعراض التنفسية تزداد حيث يقيم الفيروس في القناة التنفسية محدثاً أعراض البرد والتهاب الحلق والشعب الهوائية وعدوى الأذن والالتهاب الرئوي وتظهر الكحة الجافة، وقد تعاود المريض الحمى ثانية خلال هذه الفترة. ويتغيّر الفيروس المسبب للإنفلونزا بسرعة ولهذا يتطور اللقاح المضاد كل سنة حسب نوع الإنفلونزا الجديدة للوقاية من المرض. وللوقاية من الإنفلونزا يُنصح بأخذ لقاح ضد الإنفلونزا وهذا اللقاح ضروري للجميع بدءاً من عمر 6 أشهر ويُعطى خاصة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بعدوى الإنفلونزا الحادة ومضاعفاتها. وتظهر المناعة ضد الإنفلونزا لنفس نوع الفيروس المحضّر منه اللقاح بعد أسبوعين من تعاطيه ولهذا يتم إعطاء التطعيم كل سنة بلقاح من نفس نوع الفيروسات السائدة في ذلك الوقت. والأشخاص الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا الحادة ومضاعفاتها هم الأشخاص الذين فوق سن ال 65، والأطفال من 6 أشهر إلى 5 سنوات من العمر، والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة كأمراض القلب والرئة (بما فيها مرض الربو) والسكري والكلى والدم والأمراض العصبية ومرضى ضعف الجهاز المناعي، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، كما يُوصى بلقاح الإنفلونزا لجميع أفراد الأسرة، وكذلك لمن يقدمون الرعاية الصحية للأشخاص الذين يمكن أن تكون حالاتهم حرجة حين إصابتهم بالإنفلونزا حتى لو كانوا بصحة جيدة. ولقاح الإنفلونزا آمن ولكن قد يشعر البعض بارتفاع في درجة الحرارة بعد حقنه باللقاح لأن جهازه المناعي يتعرّف على الفيروس، كما قد يُلاحظ حدوث تورم أو ألم خفيف مكان الحقن ولكن هذه الأعراض تزول خلال 24 – 48 ساعة، ويُعطى اللقاح قبل بداية موسم الإنفلونزا في شهري أكتوبر ونوفمبر من كل عام. وللعلاج يُنصح الأشخاص المصابون بالإنفلونزا بالحصول على الكثير من الراحة وشرب الكثير من السوائل وتجنب استخدام الكحول والتبغ، وإذا لزم الأمر تناول أدوية مثل أسيتامينوفين أو باراسيتامول (لتخفيف الحمى وآلام العضلات)، وقد يحتاج بعض الأشخاص لعلاجات مضادة للفيروس. إذاً فالإنفلونزا ليست مجرد نزلة برد بل يمكن أن تكون مرضاً خطيراً، لذا سارع بحماية نفسك وأفراد عائلتك... * خدمات التثقيف الصحي