وجه معالي الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الرحمن الحمودي مدير جامعة القصيم بعمل دراسة حول مرض انفلونزا الخنازير، وقد قامت كلية الزراعة والطب البيطري بعمل دراسة مستفيضة قام بإعدادها كل من د. مساعد الضبيب رئيس قسم الطب البيطري، والأستاذ الدكتور ضياء الليثي أستاذ الأمراض المعدية، وقد توصلت هذه الدراسة الى الخلاصة التالية: انفلونزا الخنازير هو احد أمراض الجهاز التنفسي يسببها فيروسات الانفلونزا التي تنتمي إلى عائلة اورثوميكسوفيرداي من النوع اتش 1 إن 1 (H1N1) التي تؤثر غالبا على الخنازير. هذا النوع من الفيروسات يتسبب بتفشي الانفلونزا في الخنازير بصورة دورية في عدد من الدول منها الولاياتالمتحدةوالمكسيك وكندا وامريكا الجنوبية واوروبا وشرق آسيا، وعادة ما تنتقل العدوى الى الأشخاص العاملين في مجال تربية الخنازير فقط حيث يكون هناك اتصال مستمر ومباشر وتكون اعراض العدوى مشابهة لأعراض الانفلونزا الشائعة كاحتقان البلعوم وارتفاع حرارة الجسم والارهاق وآلام في العضلات وسعال وصداع، إلا انه في بعض الأحيان يتحور الفيروس وتختلط مادته الوراثية بأنواع أخرى لفيروسات الانفلونزا خاصة انفلونزا الطيور والانفلونزا الموسمية التي تصيب الإنسان . وبصفة عامة عدوى الانفلونزا تنتقل من الحيوانات او الطيور الى الانسان او من شخص لآخر بواسطة رذاذ العطس والسعال، وعدوى الانفلونزا موسمية، عادة تنتشر في فصل الشتاء وتستمر عدة اسابيع، والانتشار الوبائي العالمي للانفلونزا يحدث بشكل غير متوقع، عادة كل 10-40 سنة، حيث يصاب ما يقارب 50% من السكان مخلفة ملايين الموتى على مستوى العالم. وفي السابق حدثت موجات انتشار وبائي عالمي في سنوات 1889-1890و 1899-1890و1918 و1957-58 و1968-69. الانتشار الوبائي العالمي الذي حدث عام 1918 تسبب في موت 20-40 مليون شخص على مستوى العالم. بعد هذه الكارثة العالمية نشطت البحوث وتم اكتشاف الفيروس عام 1933م. وفيروسات الانفلونزا تقسم الى 3 انواع تسمى انفلونزا (أ)، (ب) و(ج). النوعي (أ) و(ب) يسببا الانتشار الموسمي للعدوى في فصل الشتاء. بالاضافة لاصابة الانسان، يصيب نوع (أ) الخنازير، الخيول، والعديد من الطيور خاصة الطيور المائية. عادة يحدث الانتشار الوبائي لفيروس الانفلونزا بسبب قدرته السريعة على التغير. فعند حدوث تغيير بسيط على الفيروس يبقى جزء كبير من الناس محتفظين بالمناعة له. ولكن بحدوث تغيير جذري للفيروس والذي من الممكن ان يؤدي لظهور سلالة جديدة ليس لها مناعة لدى البشر يبدأ خطر الانتشار العالمي. لذلك يتم مراقبة نشاط فيروس الانفلونزنا عالميا بواسطة منظمة الصحة العالمية عن طريق 110 مركز مراقبة للانفلونزا في 80 دولة، هذه المراكز مجتمعة تمثل النظام العالمي لمراقبة الانفلونزا والذي يضمن تجميع معلومات عن الفيروس وانتشاره وفحص عينات لتحديد خصائصه. ويتم استخدام هذه المعلومات لتحديد المكونات السنوية للقاح الانفلونزا بواسطة منظمة الصحة العالمية، والتي تنصح باعطائه لمجموعات معينة من الناس المعرضين لخطر اكبر عند الاصابة بالفيروس. سبب عدوى 2009 فصيلة جديدة من الفيروس H1N1 لم يتم تحديدها من قبل. بدأ انتشار عدوى انفلونزا الخنازير الحالي بين البشر في فبراير 2009 في المكسيك حيث عانى عدة اشخاص من مرض تنفسي حاد غير معروف المنشأ، وأدى المرض الى وفاة طفل يبلع من العمر 4 سنوات، فأصبح أول حالة مؤكدة للوفاة بسبب الاصابة بانفلونزا الخنازير، ولكن لم يتم ربط وفاته بالمرض حتى اواخر شهر مارس 2009. وتبع ذلك انتشار المرض بصورة سريعة حتى صنفته منظمة الصحة العالمية بالمستوى السادس من تصنيف الجوائح (المرحلة السادسة والاخيرة. العدوى باتت منقولة من شخص آل آخر وقد سببت حدوث اصابات في عدة بلدان مختلفة تتواجد في اكثر من منطقة جغرافية حسب توزيع المناطق المعتمدة من منظمة الصحة العالمية), وكان للمكسيك والولاياتالمتحدة وكند العدد الاكبر من الحالات. وبلغ عدد الحالات حسب احصاءات منظمة الصحة العالمية حتى يوم 20 مايو 2009، اكثر من 44000 حالة مؤكدة بانفلونزا الخنازير في 91 دولة، منها 193 حالة وفاة (113 حالة في المكسيك و44 حالة في الولاياتالمتحدةالامريكية). وقد حظيت منطقة شرق المتوسط التي تنتمي اليها المنطقة العربية بوجود حوالى 136 حالة مؤكدة لعدوى انفلونزا الخنازير في احدى عشر دولة عربية. ينتقل الفيروس من العائل الخازن له (الطيور المائية) الى الانسان او الحيوانات الاخرى القابلة للعدوى من خلال استنشاق الهواء المحمل بجزئيات الفيروس او من شخص لآخر بواسطة رذاذ العطس والسعال، يتم استنشاق الفيروس عن طريف الانف او الفم ويصل لخلايا الجهاز التنفسي التي يبدأ فيها التكاثر، بامكان الفيروس ايضا دخول الجسم البشري عن طريق الاغشة المخاطية للانف والفم أو العين ايضا. تنتقل العدوى بالانفلونزا قبل ظهور الاعراض بحوالى 24 ساعة وتستمر القدرة على نشر الفيروس الى اليوم السابع. انفلونزا الخنازير وسلالتها الجديدة التي اصبحت تنتقل بسهولة من انسان الى آخر، تتميز بعدد من الأعراض الاكلينيكية المشابهة في غالبيتها مع الانفلونزا الموسمية، الا انها تختلف احيانا في حدة بعض الاعراض. وأهم هذه الأعراض الارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الجسم والسعال وآلام العضلات والاجهاد الشديد، وقد يعاني الشخص المصاب من بعض الأعراض الأخرى مثل الإسهال والقئ المتواصلين. ويشير تقرير نشرته جامعة هارفارد عن انفلونزا الخنازير يشير الى ان اكثر المراحل العمرية للإصابة بهذا النوع من الانفلونزا تتراوح بين 12 - 40 سنة. وبالإضافة الى التطعيمات الخاصة بفيروس الانفلونزا يوجد مجموعة من الادوية التي توصف لعلاج الانفلونزا اوأعراضها، وهي: 1. مضادات الفيروسات، تشمل عقار امانتادين وعقار ريمانتادين. هذا النوع من مضادات الفيروسات فعال ضد فيروس الانفلونزا (أ) الا انه يستخدم بشكل محدود جداً نظراً لقدرة الفيروس على تكوين مناعة ضدهم وارتفاع نسبة الاعراض الجانبية والتي قد تصل الى 5.40%. 2. حديثا تم طرح ادوية جديدة تسمى مثبطات الانزيم نيور أرمينيدايز، هذه المجموعة الجديدة تعتبر افضل من ناحية العلاج والاعراض الجانبية. احد هذه العقاقير الجديدة يسمى علميا باسم زناميفير وتجاريا باسم زيلنزا وهذا المركب لا يعمل اذا تم تعاطيه عن طريق الفم (لا يتم امتصاصه بواسطة الامعاء) ولهذا يجب استنشاقه عن طريق الانف او الفم (لا يتم امتصاصه بواسطة الامعاء) ولهذا يجب استنشاقه عن طريق الانف او الفم ليصل الى الجهاز التنفسي. والعقار الثاني يسمى علميا باسم اوزيلتاميفير او تجاريا تاميفلو يصلح لتعاطيه عن طريق الفم. 3. للوقاية من الاصابة بانفلونزا الخنازير لدى البشر: أ- ينصح باعطاء لقاح الانفلونزا المحضر من العترة الفيروسية المسببة للمرض فور طرحه للاستعمال، للاشخاص دائمي التعرض لبؤر الاصابة او الاشخاص المعرضين لمضاعفات الانفلونزا او لخطورة تفاقم امراضهم المزمنة مثل: 4. كبار السن (اكبر من 65 سنة)، الاشخاص المصابين بامراض جهاز التنفس المزمنة مثل الربو، امراض القلب المزمنة، الفشل الكلوي المزمن، داء السكري واضطرابات الغدد الصماء الاخرى، الاشخاص ذوي المناعة المكبوتة مثل من تلقى زراعة عضو (كلى، كبد، قلب)، حالات فقر الدم الشديد وكذلك الاطفال الذين يتناولون الاسبرين لفترات طويلة، وهم بذلك معرضين للاصابة بمتلازمة راي كاحد مضاعفات الاصابة بالانفلونزا. ب - في حالة ثبوت حالات مؤكدة من الاصابة ينصح بعلاج المصابين والمخالطين بأحد العقاقير المثبطة لانزيم النورامينداز مثل عقار تاميفلو او ريلنز. ج - اتباع بعض السلوكيات البسيطة التي تتعلق بالنظافة العامة وذلك لتفادي حدوث العدوى وتجنب الكثيرين الاصابة وانقاذ اخرين من الموت، بالاضافة الى كبح جماح الوباء في غياب لقاح يقي من فيروس A/HINI الذي بات منتشرا في اكثر من 75 بلدا حتى الآن. ومن أهم تلك السلوكيات: - غسل اليدين بالماء والصابون او استخدام الجل السائل الذي يحتوي على الكحول، حيث ان ذلك من شأنه منع انتقال الفيروس الذي قد يكون لا يزال عالقا على اي سطح الى الفم ومن ثم الى الجهاز التنفسي. - يجب عدم وضع اليد امام الفم عند العكس لان ذلك قد ينقل الفيروس ان لم تكن اليد نظيفة تماما، وينصح بوضع منديل جاف نظيف بدلا منذلك. اثناء فترة انتشار الوباء لاي من انواع الانفلونزا ولتفادي الاصابة بالعدوى يجب تجنب اي اتصال مباشر بين الاشخاص كالمعانقة والمصاحفة ولمس الوجه، وبدلا من المصاحفة بيد ملوثة بالجراثيم ينصح بالاعتياد على ايماءة من الرأس. - في حال دم وضع واق يجب الاحتفاظ قدر الامنكان بمسافة مترين على الاقل بين كل شخص وآخر. - كما يجب الانتباه عند تنظيف الانف والعكس والبصق والسعال فهي كلها وسائل لانتشار العدوى، ولابد من التخلص من المناديل الجافة المستخدمة لجميع هذه الاغراض في سلة قمامة بداخلها كيس بلاستيكي ولها غطاء او وضعها في التواليت وغسل اليدين بعد ذلك. - المريض الذي تظهر عليه اعراض الانفلونزا سابقة الذكر لابد ان يلازم منزله ويضع قناعا على فمه وانفه لتفادي نشر رذاذ الفم والانف واصابة غيره بالعدوى على ان يتم تغيير تلك الاقنعة كل اربع ساعات ومراجعة الطبيب، مع استخدام غرفة وحماما منفصلين ان امكن، تنظيف الحمام يوميا باستعمال مطهر للجراثيم وغسل الشراشف واغطية السرير قبل السماح لشخص آخر باستعمالهم، كذلك الحجر على افراد عائلته. - في الاماكن العامة كالمتاجر ووسائل النقل واماكن العمل ينصح بوضع الاقنعة الواقية عندما تكون المسافة اقل من مترين بين الاشخاص. كما يفترض الزام العاملين الصحيين او غيرهم من الاشخاص المعرضين مباشرة للفيروس كالمسعفين وموزعي الطعام في المطاعم والمستشفيات بوضع اقنعة خاصة لحمايتهم من العدوى. - التمتع بقسط وافر من النوم وعدم التعرض لعوامل الاجهاد العضلية او الذهنية والاكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة والتي تحتوي على مضادات الاكسدة المختلفة لرفع كفاءة الجهاز المناعي للجسم.