هيئة مكافحة الفساد " نزاهة " تتلقى " طبقا لإعلانها الرسمي، ما متوسط 100 بلاغ أو شكوى، والهيئة تنشر وتوزع وسائل الاتصال بها بكل وسائل الإعلام وحاضرة، وليس هناك أي مصاعب بالوصول " لهيئة مكافحة الفساد " فيستطيع " أي مواطن " التواصل معهم سواء بإيميل أو اتصال أو غيره، وهذا كله جيد ومميز هو الوصول لها، وأعتقد أن الهيئة سوف تتلقى الكثير من البلاغات كل ما زاد وحضرت بكل مناطق المملكة، فالمعاناة كبيرة ومتعددة ومتغيرة رغم أنها مشتركة بين أبناء هذا الوطن. حين نفصل رقم " 100 بلاغ يوميا " وعلى فرضية أنها تصنف، بين حقيقي وغير حقيقي، ومهم وغير مهم، ومكرر وغير مكرر وغيره، ولكن سآخذ نصف هذه البلاغات أي " 50 بلاغا " لا " 100 بلاغ " هذا يعني أنه شهريا لديها " 1500 بلاغ " وتتنوع البلاغات من " مطب في شارع " إلى " مطار بمليارات الريالات " والنقاش هنا، كل ما يتم جيد ومميز، لكن السؤال المهم " ماذا بعد البلاغ " والتأكد من " التقصير " بعد أن يكون تم فرز كل البلاغات ؟! يجب أن تدرك هيئة مكافحة الفساد، أن المشاكل والقصور يعرفه كل مواطن، والخلل واضح، والهيئة مسؤوليتها " الإثبات " و " البلاغ " و " المتابعة "، بحيث ينتهي " الفساد " ويصحح ويعاد النظر به، أما ان يكون دور الهيئة، هو عكس " الشكوى " وينتهي دورها، فهذا يعني دورا مكررا لبعض الجهات الحكومية " كديوان المراقبة العامة " وما في حكمها، يجب أن يكون هناك إعلان عن القصور حين يثبت، ويكون هناك " مدّعٍ عام " من الهيئة أمام الجهات الأخرى الحكومية، حتى وصولها للمحكمة " ويجب أن يكون محكمة خاصة " لا أن تصبح قضايا تأخذ سنوات وسنوات ويضيع معها أصل القضية. لا يهم المواطن والواطن برأيي كم بلاغا يصل، بل ستجد الهيئة نفسها أمام كم هائل من البلاغات حين يثق بوجود معاقبة " ونهاية للفساد " أما أن يتكرر الخطأ والقصور، من نفس الجهات الحكومية أو غيرها، إذاً ما هي الإضافة التي أضافتها أو قدمتها، فلا يجوز أن يكون في النهاية طي القضية أو تذهب بإجراءات حكومية لا نعرف أين تقف أو تتوقف ؟ على الهيئة أن تقول، وصلنا بلاغات بعدد كذا، وأنجزنا كذا منها، وواجهنا مصاعب بكذا، وتعثر بكذا، شفافية مطلقة وواضحة لا جدل بها، لا يتطلب الأمر إبلاغ مع الشكر، بل بلاغ مع الإنجاز والعمل والحسم والحزم .