قال عدد من الخبراء الاقتصاديين إن دخول شركات سيارات أجنبية إلى السوق المحلي ووجود صناعة السيارات في المملكة سيخلق فرصاً جديدة لصناعات أخرى ويعمل في على نقل التقنية وتطوير قطاع الانتاج، كما يساعد على توفير الأيدي العاملة المدربة للمصانع وخفض التكلفة وتحفيز المستثمرين الأجانب على الدخول إلى السوق السعودي. وطالبوا خلال حديثهم ل «الرياض» بتنويع الصناعات الداخلية المرتبطة بهذا المجال كقطع الغيار والصناعات الثقيلة، مؤكدين أن دخول الشركات الأجنبية إلى المملكة من أجل إقامة مصانع سيارات سيعمل على استنزاف سيولة كبيرة نظراً لارتفاع معدلات الاستهلاك، فيما تبقى الرؤية الاقتصادية للمجلس الاقتصادي الأعلى من أهم الاستراتيجيات التي يجب العمل عليها وتنفيذها من أجل رفع كفاءة الاقتصاد الوطني. ويقول المحلل الاقتصادي فضل البوعينين إن عملية التصنيع داخل المملكة خطوة كان يجب القيام بها منذ عقدين، ومن المؤسف ألّا توفق الجهات المسؤولة في توطين مثل هذه الصناعات المهمة على الرغم من حجم الاستهلاك الكبير، حيث إن افتتاح مصانع للسيارات في المملكة أمر في غاية الأهمية وسيعمل على خلق صناعات أخرى في السوق ونقل التقنية وتطوير قطاع الانتاج. وأضاف: يجب ألّا تتوقف عملية التصنيع الداخلي على السيارات بل يجب أن تتوزع في قطاعات صناعية أخرى كقطع الغيار والصناعات الأخرى الثقيلة، حيث أن هناك عدة عوامل مساعدة كوجود المواد الأولية بأسعار مناسبة حيث تمتلك شركة سابك مشروع طموح فيما يتعلق بالبلاستيكيات الداخلة في صناعة السيارات، وليس هناك أي عائق في مدخلات الانتاج، كما أن هذه الصناعات سيكون لها دور كبير في تخريج أيدٍ عاملة ماهرة ومدربة في الكليات التقنية لتوفير الأيدي العاملة الوطنية للمصانع. د. محمد بن دليم القحطاني وأردف أن الانتاج من داخل المملكة قد يساعد على خفض التكلفة إلا أن سياسة التسعير سيكون لها القول الفصل في هذه المنتجات، فيما يجب التركيز على خلق صناعات جديدة وتطوير قطاعات الانتاج. من جانبه، طالب أستاذ إدارة الأعمال الدولية في جامعة الملك فيصل الدكتور محمد بن دليم القحطاني بوجود قيمة مضافة حقيقية من خلال وجود مصانع سيارت تكون في خدمة الشركات المصنعة من خلال خط إنتاج قوي. وأضاف أن الوقت الراهن يحتم علينا الاستفادة الكاملة من الخبرات الأجنبية في هذه المصانع وإقامة مصانع محلية ذات علامة محلية منفردة بشراكة أجنبية مما يحقق القيمة الحقيقية المضافة، حيث يجب أن نكون مستقلين صناعيا. وبيّن القحطاني أن هذه المصانع الأجنبية ستقوم باستنزاف سيولة كبيرة من السوق المحلي كون المملكة من أكثر المستهلكين لقطاع السيارات. وكان رئيس مجلس إدارة تاتا موتورز الهندية لصناعة السيارات راتان تاتا أعلن في وقت سابق أن شركته تنظر في إمكانية بناء مصنع في السعودية لتجميع سيارات جاغوار ولاندروفر.