كشفت مصادر ل «اليوم» عن وجود مفاوضات جادة وصلت مراحل متقدمه بين مستثمرين سعوديين ومجموعة من شركات السيارات العالمية لفتح أكثر من مصنع للسيارات في المنطقة الشرقية خلال الفترة القادمة، مؤكدين على قدرة المنطقة على جذب هذه الصناعات لما تمتلكه من مقومات تخدم الصناعة وتقلل التكاليف التصنيع . وتوقعت المصادر أنه سيتم البدء بإنتاج شاحنات «أيسوزو» خلال نهاية هذا العام 2012م بعد أن تعاقدت هيئة المدن الصناعية لإنشاء المصنع الذي يعد الأول بالمملكة في المدينة الصناعية الثانية بالدمام بالإضافة إلى مجموعة من المشاريع صناعية تكميلية في قطاع صناعة السيارات مثل صناعة قطع غيار السيارات ولوازمها وهي منتشرة في الرياضوجدة والدمام، تعتبر نواة جيدة للتوسع. وأشارت المصادر إلى أن توفر المواد الخام كالألمنيوم والبلاستك وغيرها التي تدخل في صناعة السيارات بالإضافة إلى الأزمة العالمية التي ما زالت تعصف بالعالم جعلت السوق السعودي المستقر جاذبا لمثل هذه الصناعات. وتابعت المصادر: «هناك فرصة كبيرة لتوفير مصانع لتجميع السيارات ونقل هذه التقنية للمملكة وتدريب الشباب السعودي وتوفير فرص وظيفية ذات قيمة مضافة مما سيحقق للاقتصاد السعودي مردودا إيجابيا كبيرا جدا ، مما سيرفع من ثقافة السوق لاستيعاب صناعة أخرى أكثر تعقيدا». من جهته أكد رئيس لجنة السيارات بغرفة الشرقية هاني العفالق أن هناك نموا يتجاوز 10 بالمائة في سوق سيارات الدفع الرباعي وهذا الرقم مرشح للزيادة خلال الفترة القادمة مما يجعل السوق خيارا للعديد من مصانع السيارات الكبرى على مستوى العالم . وأضاف: «السوق موعود بطفرة وإذا ما استطاعت الجهات المختصة ورجال الأعمال السعوديون الذين ينوون الاستثمار في هذا المجال بالدخول في شراكات مع علامات السيارات العالمية إدارة دفة المفاوضات باحترافية». من ناحيته قال نائب رئيس اللجنة الصناعية بغرفة الشرقية عبدالله الصانع: «المنطقة مؤهلة لأن تحتضن مشاريع ضخمة سواء كانت خفيفة أو ثقيلة فنحن نملك الإمكانات المادية لتمويل مثل هذه المشاريع ونملك أيضا رجال الأعمال الطموحين، وكذلك فالمنطقة قريبة من مصادر المواد الخام التي تستخدم في هذه الصناعات». وتابع: «مثل هذه المشاريع سيساعد كثيرا في تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين لتحويل الاقتصاد السعودي من مستهلك إلى منتج». الجدير بالذكر أن شركة «جاغوار» البريطانية تدرس حاليا إمكانية بناء مجمع لتصنيع سيارتها الشهيرة «لاند روفر» بالمنطقة الشرقية وذلك للاستفادة من قربها من مصنع الألمونيوم التابع لشركة معادن والذي يتوقع أن يبدأ إنتاجه في عام 2014. وقال «راتان تاتا» رئيس مجلس إدارة شركة «تاتا موتورز» الهندية التي تمتلك بدورها شركة «جاغوار» البريطانية نقلا عن موقع أرقام الإلكتروني إن إنتاج الألمونيوم في السعودية سيكون تنافسيا مضيفا «ندرس بجدية إمكانية بناء مصنع هناك للاستفادة من ذلك، خصوصا مع خططنا المستقبلية لزيادة حجم الألمونيوم في سيارات الجاغوار».