ما حصل في المنطقة الشمالية بحائل ومحافظة البقعاء وغيرها من استقالات لمسؤولي وزارة الصحة تدخل ضمن عيار المفاجآت ثقيلة الوزن فلم نتعود في ثقافتنا الاجتماعية وتجربتنا التنموية أن حصل ما يسمى بالتنازل عن السلطة الوظيفية أو أحيانا بمعنى آخر التسلط!. لأن من يحصل على مواقع قيادية يعض عليها بالنواجذ! ولا يتركها أبدا إلى ان تتركه هي بالتقاعد الاجباري أو بالانتقال الى رحمة الله! أو في نادر الأحيان أن يتم الاستغناء عن خدماته عنوة ولمبرر لايمكن علاجه والسكوت عنه، وهذا هو الاستثناء لأن الأصل هو بقاؤه الى ما شاء الله.. ما حصل من موجة استقالات في وزارة الصحة من مديري مستشفيات ومديري عموم ومساعدين لهم تندرج تحت بند الظواهر الكونية النادرة ! كمذنب هالي مثلا! فالإنسان بطبعه وخاصة من كانت لديه مسؤولية لا يرغب بالاعتراف بالفشل مطلقا ولو حتى كان هذا الفشل واضحا كوضوح الشمس في رابعة النهار كما يقولون !، لكن البعض يقول إن هؤلاء أقيلوا ولم يستقيلوا! وهي حركه تصحيحية من الوزارة وطلب منهم تقديم استقالاتهم مجبرين ولا أحد يعلم عن حقيقة هذا الأمر إلا الوزارة نفسها ولكن سيان فالاهم من كل ذلك المواطن والوطن وبالأخص ذلك المريض الذي قرأت بالأمس أن مواطنا أعطي موعدا لعلاج أسنان طفله في أحد المستشفيات بعد ثلاث سنوات! تخيلوا هذا كيف سيصمد هذا الطفل ثلاث سنوات محتملا الألم!؟ في الواقع ما يمر به القطاع الصحي والخدمات الصحية عموما من قضايا سواء الاخطاء الطبية أو عدم توفر أسرّة أو طول المواعيد أو تأخر المشاريع أو مؤخرا من قضية كراسي غسيل الكلى الصينية المعروفة!، وخلاف الوزارة مع هيئة الفساد في الرقابة أو القضية الشهيرة لتوظيف خريجي المعاهد الصحية وغيرها كثير تؤكد بأننا نحتاج الى توسع في قضية الاستقالات وخاصة على مستوى أعلى! ولا تنحصرعلى البعض أو من يحملون المسؤولية ككبش فداء ويبقى الآخرون الذين وضعوهم في أماكنهم ! فكما يقولون الخير يخص والشر يعم ! الأمرالأخير المهم أن من يستقيل ليس نهاية المطاف سواء أُقيل أو شعر بتأنيب الضمير أو حاول التهرب من المساءلة فأرواح البشر وصحتهم تستدعي أن يلي الاستقالة مساءلة لماذا ولماذا ولماذا حدث هذا الضرر بالمواطن؟