من جديد تطل على الجماهير الكروية قمة النصر والهلال في (دربي) جماهيري منتظر، بنكهة المنافسة الشريفة وتقديم المتعة الكروية الحاضرة، التي تروي عطش الجماهير السعودية ففي قمة الوسطى دوما تتلاشى لغة الأرقام بين الطرفين، وتغيب عن الأذهان الظروف الفنية، عندما تنطلق صافرة المواجهة الكبيرة، لتحضر الإثارة والندية فقط في الملعب، وهي السمة التي عرفها تاريخ القطبين الكبيرين. ففي النصر عادت روح الفريق للتوهج من جديد هذا الموسم، باستقطابات بعضها فاعل ومؤثر، وسط استقرار فني وإداري ساهم في نجاح معسكر الفريق الصيفي، وطمأنة جماهيره بعدها ببدايات مقبولة في الدوري، مع حاجة الفريق للتجانس العناصري داخل الملعب، ورغم أن النصر تعرض مجددا لظروف الإصابات القوية والتي عادت قبل مواجهة غريمه الهلال المنتظرة، إلا أن الخيارات باتت أمام المدرب متاحة وسط البديل الجاهز، على دكة الاحتياط، وهو الأمر الذي كان يعاني منه النصر في المواسم الماضية، بغياب البديل الجاهز، واليوم لاينقص النصر سوى المزيد من الاستقرار والتجانس والالتفاف الشرفي المؤثر، الذي لا يزال يغيب ويثير علامات الاستفهام عن جدوى المجلس الشرفي!! . وفي الهلال لايزال الفريق يعاني من ضعف التحضير الصيفي، وتأخر التعاقدات والجدل حول جدوى بعضها، وفي مقدمتها الجهاز الفني، وهو ما ولد بعض القلق لدى جماهيره قبل الاستحقاق الآسيوي المهم، ولكن من يقرأ تاريخ الهلال يعرف جيدا أن محبيه لا يتوانون في دعم الفريق وتلمس احتياجاته، وإصلاح أوضاعه الفنية، ولعل ما اثر على الفريق في الموسمين الأخيرين هو غياب الاستقرار الفني، الذي تجسد في تغيير الجهاز الفني لأكثر من مرة، بعضها في موسم واحد فقط، كما كان رحيل عناصر أجنبية بارزة له دور مؤثر في انخفاض العطاء الفني العام للفريق، وسط تراجع متزامن في مستويات بعض نجوم الهلال، لكن ذلك يتلاشى مع تحسن النتائج رغم تذبذبها مع مستهل الدوري، ويظل الحكم باكرا جدا على مستويات عطاء الفريق هذا الموسم. ومع تحفز النصر وتراجع الهلال لايمكن الجزم بنتيجة المواجهة بين الطرفين في ذهاب عاصف هذا اليوم، إذ أن تاريخ مواجهاتهما لايخلو من تفوق الفريق الذي يعاني فنيا قبل المواجهة على الآخر الجاهز، رغم أن تفوق الهلال تكرر كثيرا على النصر في المواسم الأخيرة، ومع كل ذلك لايمكن التنبؤ بفوز هلالي جديد أو الاستكانة لانتصار نصراوي بعد طول غياب، فالملعب فقط هو الفيصل بين عطاءات الفريقين دوما، وهي المواجهة التي تستحوذ على اهتمام الجماهير الكروية بمختلف ميولها، فلا تقتصر فقط على جماهير الطرفين، لذا يظل المأمول أن يحظى (الدربي) الباكر بالحضور الجماهيري المؤثر للقطبين، وأن يستمتع الجميع بلقاء من العيار الثقيل فنيا وسط منافسة شريفة، واحترام وتقدير بين نجوم الفريقين ومحبيهم قبل وبعد اللقاء.