الفرح والحزن شعوران ينتابان كل انسان، وهما شعوران متناقضان، فالحزن قد يخص بعض الناس لبعض الوقت، أما الفرح فهو ملك لكثير من الناس. الفرح ديمقراطي النزعة يحب الحرية، ويعشق وجود الناس. فالناس هم الأساس في الفرح، والفرح هو غذاء العواطف عند الناس. والفرح كالعدوي ينتشر بسرعة بين الناس ويترك أثره بسرعة في المحيطين بالإنسان الذي ينشر ذلك الفرح، وكأنه ينشر العطر في كل مكان. وتسعى كثير من المجتمعات لاستغلال بعض المناسبات الرسمية لتحويلها إلى مواسم للفرح من أجل التواصل الإنساني بين الناس والإحساس بمشاعر الآخرين. وكثير من الناس يعتقدون أن العيد يتمثل في لبس الجديد والتجمع من أجل موائد الطعام، وهذا خطأ ووهمٌ يتمنى كثير من الناس التخلص من التزاماته، واغتيال لمناسبة الفرح الذي هو أساس التواصل والمشاركة في العواطف الصادقة والمشاعر العفوية التي لاتحدها الشكليات. الفرح ديمقراطي وهو حق للجميع للكبار والصغار، وروعة الأعياد أنها تخاطب الجميع وتنثر الفرح بالتساوي بين الجميع، كما أنها تكسر الروتين الذي يعيشه الناس في كل زمان ومكان. ولذلك نجد أن بعض المجتمعات تخترع بعض المناسبات للاحتفال، حيث إن ايقاع الحياة السريع يحرم الناس من الفرح والتمتع بالحياة السعيدة بدلاً من الركض والروتين الذي لا ينتهي. إن الضحك والابتسام اللذين ينتجان عن الفرح هو تفاعل إيجابي لمزيد من الانتاج والعمل للحياة الكريمة . لنفرح ونرسم ابتسامة سلام للآخرين، فالابتسامة لغة راقية لنشر التسامح والفرح وخلق السعادة، لنجعل الابتسامة تعكس أجمل ما يوجد في نفوسنا، تعبيراً عن التواصل الإنساني ولجعل حياتنا أجمل وأكثر إشراقاًوانتاجاً.