أصبح في مجتمعنا شريحة كبيرة تكاد تصل لحد الإدمان في استخدام الأجهزة الذكية في التواصل الاجتماعي مثل الآيفون والبلاك بيري فأصبح هذا الإدمان يشكل تهديدا جادا في عملية التواصل المباشر بين أفراد المجتمع. حتى أنك ترى في كل مجلس الأغلبية الحاضرة من الموجودين جل أنظارها متمركزة صوب شاشة المحمول متناسية ما حولها من الناس تائهة في العوالم الإلكترونية التي أصبح لها فيها مجتمع خاص تعيش فيه بكل حرية وبدون قيود، وعالم آخر يعيشون نصف يومهم فيه والنصف الآخر يعودون فيه الى عالمهم الحقيقي، حتى أصبحت درجة هذا الإدمان أن بعض الأشخاص حينما يستيقظ من منامه تجد يده تتجه بشكل لا إرادي نحو الهاتف المحمول ليرى أي جديد حصل في عالمه الآخر. المشكلة ليست في استخدام أجهزة التواصل الإلكتروني بل الإشكالية في كيفية وضع حدود لاستخدامها حتى لا تصل لدرجة الإدمان، الذي يأتي من أضراره عدم الاتزان في النوم بسبب إجبار النفس على الاستيقاظ لوقت متأخر مما يؤثر على المزاج ويجعله متقلباً، كما أن التفكير المتواصل يرهق العقل ويؤثر على مستويات الطاقه الإنتاجية للفرد، يضاف الى ذلك ضياع الوقت الذي يمكن استغلاله في اشياء مفيدة مثل قراءة الكتب والجلوس مع الأهل وزيارة الأصدقاء. ولا ننسى أضرار الادمان على العين، فكثرة النظر للشاشة ترهق العين، يقول البروفيسور مارك روزنفيلد من كلية ( سني) لعلم البصريات ان الأشخاص الذين يحملون الأجهزه الذكية على مسافة قريبة من العين بشكل متواصل يعانون من أعراض الصداع وضعف الرؤية، كما أن قراءة الرسائل والتصفح من خلال الجوال الذكي يمكن أن تؤدي لجفاف العين وعدم الراحة وضبابية في الرؤية نتيجة تقريب الشاشه للعينين لفترات طويلة. ولهذا ينبغي أن يكون استخدام هذه الأجهزة باتزان وتنظيم لتفادي الأضرار التي تؤثر سلبا على حياتنا الشخصية في المجتمع. وليس معنى هذا أنه لا توجد منافع وإيجابيات من الأجهزة الذكية بل إنها توفر الكثير من الوقت والجهد، لكن علينا أن نعوّد أنفسنا على الاستخدام السليم لها لتكون منافعها أكثر من أضرارها، خاصة مع النشء الجديد الذي يتعامل مع هذه التقنيات الحديثة في سن مبكرة بحيث لا تؤثر علي تحصيلهم الدراسي وتفوقهم المهني في الحياة العامة، ولنجعل هذه التقنيات حين نستخدمها تكون اقل تأثيرا على مستخدمها من الناحية الصحية، كما أن من المهم جدا تثقيف المجتمع وبث الوعي في وسائل الاعلام المختلفة للاستخدام الصحيح والامثل لهذه التقنيات لان دور الاعلام كبير ولا يمكن الاستهانة به في التأثير على أفراد المجتمع.