يحمل الأدب الشعبي جميع ما يحتاج إليه الإنسان لأن هذا الأدب هو من صنع الإنسان ويمثل الاصالة والصدق لكونه يرافق رحلة الإنسان في حياته وحركته المستمرة لذلك نجد ألواناً شعبية مختلفة منها المادية والملموسة والقولية وجميع هذه الألوان تصنف تحت مسمى الأدب الشعبي بمختلف المسميات مثل اسقبال المواليد الجدد والاعراس والحث على العمل وتفسيره والدعوة إلى الفروسية وإظهار مناسبات الاعياد بالفرح والسرور وعكس ذلك ممارسة الإنسان لعادات العزاء وتجسيد طرق التعليم من خلال ختم القرآن والكتاتيب وأغاني أصاحب المهن وممارسة الطب الشعبي وألوان النحت والفن المعماري وتنوع الملابس والسكن والاثاث ووسائل النقل وفصول السنة والختان وبناء السفن وأدوات البحر والزراعة والعادات والتقاليد على اختلاف أنواعها وهذه المسميات الشعبية مسجلة في الذاكرة الجماعية للإنسان الاصيل علينا الاهتمام بهذا الموروث الاصيل وشمولية التراث الشعبي أو المألوف أو الحميني أو الفلكلور حسب المسميات السائدة هو في مجمله معارف ومعالم للابداع الإنساني ومن الواجب أن يواكب الاهتمام به وجود وعي اجتماعي لأن عنوان الهوية ومجد الأمة ونبراس حضارتها حيث يقول عنه عميد الادب العربي طه حسين (ان الأدب الشعبي هو زميل مماثل للأدب العربي الفصيح ومنه المادي والملموس والمنقول واللفظي وعرف الأدب الشعبي منذ 678ه عبر السير الشعبية ومغني الربابة والحكايات واستمر متداولاً عبر حركة العامة في المهن ضمن الاهتمام الشفاهي في ظل غياب التدوين وأصبح مصدراً هاماً من مصادر التاريخ والجغرافيا ضمن حركة وتموج البشر وبذلك يعطي هذا الأدب تفعيلات دقيقة عن حياة الناس لأنه الوحيد الباقي في ذاكرة ووجدان الشعب لذلك نجد السير والحكايات الشعبية والامثال تحمل أساليب لشحذ الهمم وبها قيم وطنية وتربوية وكذلك نجد العادات والتقاليد المتوارثة لدينا بها العديد من القيم الفاضلة لذلك يجب علينا الاهتمام بتسجيل الأدب الشعبي وحفظه من الاندثار ضمن جهود جماعية هذا واجب مطلوب الوصول إليه حتى لا ينطبق علينا قول الشاعر العربي القديم: إن أشقى الشعوب في الأرض شعب يومه ميت وماضيه حي رغم ان الباحث في مجال التراث الشعبي يواجه معوقات وتحديات وصعوبات منها انعدام الحصول على المادة الشعبية الصحيحة لتعدد الرواة وندرة من يحفظ مفردات هذا التراث بذلك لاتزال الدراسات الجادة في هذا المجال عاجزة عن اللحاق بقطار التطور مع أن هذا الأدب يمثل مجموعة من العطاءات القولية والفكرية ويعبر عن الوجدان الجمعي لانه إرث أصيل على امتداد الأرض.