يجب أن يعي المواطن ويقدر خصوصيات بلاده.. الأكثرية دون شك يعون جزالة وجود هذا التقدير.. لكن ضخامة الفروق بيننا وبين أي مجتمع آخر يفترض أن تكون جماعية الحضور في كل المشاعر.. لا تحتسب أن سعادة المواطنة هي ما يجب أن تتمثل في سلامة وجود وزير أو رجل اقتصاد، ومثل ذلك يمكن أن يقال عن البارزين في كثير من المهن أو أصحاب الحضور الحيوي في مجالات الثقافة والإعلام والتعليم.. هؤلاء كيفما كانت أهمياتهم إلا أنهم لا يمثلون إلا أقلية مواطنة.. إن معيار جزالة أمن المواطنة إنما يتمثل في حياة من يعرفون بتسمية «العامة».. وهم الأكثرية الهائلة في أي مجتمع.. ولذا فإن مجالات الفروق في تميز الدول المتقدمة حضارياً إنما يتمثل في سلامة الشارع العام والمقهى ونوعيات السكن المتباينة اتساعاً وموقعاً ووسائل المواصلات.. عالمنا العربي في كثير من دوله فقدت المواطنة العامة هذا النوع الإنساني والحضاري في جزالة الاستقرار، وواضح جداً أن المواطن - وليس المسؤول - هو من يفقد وسائل استقراره، هو المتعدد المسؤولية والمتنوع المكانة الاجتماعية.. نحن في المملكة ارتفعنا اجتماعياً إلى هذا التميّز.. منذ زمن طويل.. وإذا أضفنا هذا الواقع السكاني الآمن إلى ما تحقق من خصوصيات التعدّد في مجالات التعليم العالي وتمرير المواطن إلى مواقع العمل وإقبال الاستثمار الاقتصادي المتنوع من الداخل أو الخارج نجده يسجل وبفارق كبير ما نحن نتواصل به من قدرات تطوير لن تكون بالسهلة في مستقبلنا القريب.. مقارنة مع أي بلد عربي آخر.. وبالذات دول تعدّد الثروات المهملة.. وما أسهل أن تطربك المقارنات مع أي مجتمع آخر.. ليس في شواهد الحاضر فقط.. وإنما فيما تتجه بك خطط تطوير متنوعة إلى واقع متعدّد ومتميّز كفاءات التواجد.. ما سبق مقدمة لموضوع طارئ لا تملك مضامينه قدرة التكاثر أو الانتشار.. هو ممارسة عربية.. تتكرر في كثير من المجتمعات العربية.. لكنه في بلادنا يحسم مع بدائيات تأسيسه.. أعني ذلك التكوين الإجرامي الذي لا أدري ما هي خصوصية اختيار أفراد من اليمن، فحتى لو أتى بأي آخرين فإن جهازنا الأمني الرائع لن يتيح له أي فرصة استمرار.. وكيف يجوز القبول إسلامياً بأن يكون المسجد وسيلة تغطية لمعدات إجرام.. ما سبق يوضح لنا أن تعدد الخلافات الدموية في كثير من المجتمعات العربية مرفوض في حياتنا الاجتماعية، لأن سلامة ابن الحي الشعبي، والطالب في الشارع عائد من مدرسته، والموظف البريء وهو خارج من عمله.. يبتدئ من مهمات سلامة وجودهم شيوع تعدّد مهمات الأمن من أجل سلامة الجميع.. والغباء يوضح لنا حضوره حين يجد فاقدون لأمن بلادهم في اليمن وسيلة حضور عدواني لهم خارج مجتمعهم.. إننا إذا كنا فخورين بكثير من منجزات التقدم فإن أهم هذه المنجزات مستوى كفاءة قدرات الأمن ويكفينا شاهداً في ذلك من ناحية قدرات أمننا أننا أول من كبح أول استهداف لدى القاعدة اتجهت به إلى المملكة وحاولت الدخول به من مواقع حدود متعددة وانفرد أمننا الباسل بكبح أي تحرك لها داخل بلادنا.. إن الأمن المنتصر دائماً هو ذروة وطنية مشرفة..