قليل من الناس يتمتعون برشاقة طبيعية ولا يصابون بالسمنة مهما ابتلعوا من طعام.. وهؤلاء بالذات لا يبذلون أي مجهود ولا يعرفون شيئا يدعى ريجيماً بفضل مستوى التأيض المرتفع لديهم (الذي يسمح بحرق كافة السعرات الحرارية ومنع الفائض من التحول لدهون)!! وكما يوجد أشخاص رشيقون بطبيعتهم (وطبيعة تكوينهم) يوجد أيضا أشخاص ناجحون بطبيعتهم دون جهد أو تعب أو حتى دورات تدريبية.. ففي حين يحاول البعض اكتساب أسباب النجاح عمداً (وقد ينجحون في ذلك كما ينجح البدين في عمل ريجيم واكتساب جسم رشيق) يملكها البعض الآخر كطبع وجبلة دون عناء أو حتى وعي بوجودها لديهم وهذا فضل من الله يؤتيه من يشاء !! على أي حال؛ سواء كنت ناجحاً بطبعك (أو تسعى للنجاح) فاعلم ان الإنسان الناجح هو من يملك أكبر قدر من العادات والمبادئ الناجحة.. عادات ومبادئ إما تلقائية يفعلها دون جهد وتعب، أو أنها (أصبحت تلقائية) بعد جهد وتعب وطول ممارسة.. وفي حين يصعب الإحاطة بجميع هذه المبادئ والعادات يمكن القول إن هناك (مبادئ أساسية) يصعب إنجاز أي هدف بدونها خذ على سبيل المثال مبدأ الالتزام ببرنامج واضح وخطة مدروسة... .فإن لم تلتزم ببرنامج واضح (نحو هدف معين) فلن تصل أبداً . إذ يجب أن تحدد هدفك بوضوح ثم ترسم الخطة المناسبة والزمن المتوقع لتنفيذها. يجب أن تطرح أكبر قدر من الحلول ثم تأخذ أفضلها وأقربها للواقع .. الفرق بين الناجح والفاشل أن الأول يسير بخطة مدروسة نحو هدف معلوم في حين يسير الثاني عشوائياً بغير خطة أو التزام {أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم.. أما المبدأ الثاني فهو ضرورة تنظيم الوقت وعدم الاستسلام للعشوائية ... فجميعنا يشتكي من ضيق الوقت وكثرة المشاغل؛ ولكن الحقيقة هي ان معظمنا يعيش بطريقة عشوائية فيُنهي يومه بلا إنجاز حقيقي.. والنجاح الحقيقي يتأتي من خلال الالتزام بأقل القليل (حيث قليل دائم خير من كثير منقطع).. فلو خصصت من يومك مثلاً نصف ساعة لحفظ شيء من القرآن والحديث، وربع ساعة لممارسة التمارين الرياضية، وربع ساعة أخرى لتعلم أي لغة أجنبية.. إن التزمت بهذه الخطة سيأتي يوم تختم فيه القرآن وتتقن اللغة الانجليزية وتتمتع بجسد رشيق ومفتول العضلات (فقط بفضل التزامك بساعة من نهار)!! والمبدأ الثالث: استغلال الفرص والاستعداد لها ... فكل إنسان يولد ومعه رصيد معين من الفرص.. وجميعنا تمر عليه الفرص الجيدة بشكل دوري ومنتظم ولكن قلة فقط تستغلها بشكل جيد، في حين تفوت على أغلبية الناس لعدم توقعهم لها واستعدادهم لقدومها؛ لهذا السبب إن أتتك الفرصة وشعرت برغبة جامحة في الهرب فاعلم انها لحظة المغامرة وعناد الذات بل وكنت مستعداً بشكل مسبق لأي فرص ومفاجآت تأتي مستقبلا! المبدأ الرابع : الثقة بالنفس والتعلم من الفشل... من الطبيعي ان تفشل لمرات عديدة ولكن لا يجب أن يؤثر هذا بثقتك بنفسك؛ فالفشل تجارب أولية (وضرورية) للوصول للوصفة الناجحة؛ ولكن المشكلة ان معظم الناس ينسحبون من أول تجربة وبالكاد يخوض الثانية أو الثالثة.. يجب أن تملك الإصرار والثقة على المتابعة.. يجب أن تتوقع ظهور العقبات والحُساد والظروف المعاكسة.. يجب أن تدرك أننا لا نسمع إلا عن الإنجازات الناجحة للعظماء كون التاريخ لا يسجل القسم الأعظم من محاولاتهم الفاشلة... يقول توماس أديسون: واحد بالمائة من العبقرية إلهام، أما الباقي فتجارب فاشلة ومحاولات في سبيل النجاح!