يشكل تواجد العنصر الاجنبي أهمية كبرى في أنديتنا ويلعب دوراً أساسياً وفعالاً في مسيرة فريق كرة القدم وسجل تواجده خلال المواسم الماضية حضورا مميزا كان له أثر كبير على ترتيب الفرق في سلم ترتيب الدوري وإن كان يمثل عدديا 40 بالمائة تقريبا من تشكيل الفريق إلا أن تأثيره في الحقيقة يمثل 60 بالمائة من قوته من هنا تحرص أنديتنا على التعاقد مع لاعبين يكون لهم بصمة واضحة على مستوى الفريق الأمر الذي شكل ضغطا نفسيا قبل كل موسم وأحدث الكثير من المشاكل لوقوع الكثير من أنديتنا في فخ السماسرة والاستعجال وقلة الخبرة وضعف النظرة الفنية وعدم تقدير حاجة الفريق والتأخر في هذا الملف والاندفاع خلف اسم معين أو جنسية معينة أو التنافس على لاعب واحد وعدم الاستفادة من التجارب السابقة حيث ترتب على ذلك خسارة مزدوجة فنية ومالية. فالمحترف الأجنبي قبل أن يكون عنصراً قوياً للفريق هو إضافة لرياضتنا قد يساهم تواجده في تطويرها. قد يتذكر الكثير تواجد اللاعب البرازيلي روبرتو ريفيلينو في ملاعبنا نهاية السبعينات والذي شارك في ثلاث مونديالات ورفع كأس العالم عام 1970 ولعب أكثر من مئة وأربعين مباراة دولية وسجل 43 هدفاً دولياً ومشهوداً له بأفضلية تسديد الكرات الثابتة واختراع الحركة الكروية الشهيرة الفيلب فلاب حيث قد لا نبالغ إذا قلنا أنه أحدث نقلة نوعية في تلك الفترة على مستوى كرة القدم السعودية وانعكس ذلك على ظهورنا المشرف في أكثر من محفل دولي وكان بحق أنموذجا حياً ومدرسة مفتوحة وعلامة فارقة في تاريخ رياضتنا والتي غيرت كثيرا من مفهوم الاحتراف وأهمية تواجد العنصر الأجنبي تغيرت معها ثقافة الشارع الرياضي لدينا كما تغير الفكر داخل الملعب لندخل مرحلة جديدة لا تعتمد على المجهود البدني والقوة العضلية ربما العنف بل اصبحنا نخطط ونعرف أهمية التمرير وبناء الهجمة والتسديد ونقل الكرة وتنويع اللعب واستغلال المهارة وتبادل الكرات والاستفادة من كل كرة خصوصا الثابتة. اعتقد أننا أصبحنا أكثر من أي وقت مضى في إعادة تجربة احترافية قوية بحجم تجربة ريفيلينو يشكل تواجده فارقا جديدا لرياضتنا بشكل عام وتنقلنا إلى مرحلة أخرى وفكر جديد حيث قد لا يمثل المال كل شيء فهناك مقومات مكملة ومؤثرة كالثقافة والفكر والبنية التحتية والاهتمام بالمواهب واتفاقيات التعاون الرياضي ودور شركاء النجاح وبالتأكيد تواجد العنصر الأجنبي المؤثر.