قبل أشهر برزت شكوى عجز الموانئ البحرية والبرية استيعاب البضائع مما أربك حركة استلام وتسليم البضائع في جدة، والدمام، ثم الرياض، وهذا يعني ان إدارات هذه المنشآت عاجزة عن تطوير نفسها بوضع خطط لحركة الموانئ ولبلد تضاعفت ميزانياته ومداخيله المادية، وليرفع تجارته مع العالم بما يوازي حركة البناء والحاجات المختلفة، والمؤسف انه رغم وجود شواطئ على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي، لا نجد التفكير ينصب على إنشاء موانئ جديدة تخفف الحركة على تكدس الواردات والصادرات على موانئ جدة والدمام.. الشكوى التي كشفت ضعف البنية التقنية للجمارك تكدس المواطنين على مدخل البطحاء بين الإمارات والمملكة، والسبب تعطل «السستم» مما يعني شل حركة الجمارك وربما الجوازات ومعاناة المواطن، وخاصة العائلات وما تعرفه من سوء تجهيز هذه المداخل وعدم توفر أماكن راحة، يعني الوقوف داخل السيارات أو أماكن الظل بأطفالهم وعجائزهم، والسبب شيخوخة النظام الالكتروني، رغم ما يبذل من مبالغ سخية على هذه الجهات، وماذا لو كنا في ذروة الحركة ليس فقط مع الإمارات وإنما في العمرة والحج، أو عودة السياح، هل نتركهم في المطارات والموانئ، لنقول إن المشكلة في النظام؟! مشكلتنا ليست نقص الأموال، أو القدرات البشرية، وإنما البناء الإداري الحكومي العاجز عن مواكبة التطور، ولجوؤه إلى التقاليد في الاجراءات التي تتراكم فيها الأوراق والتعليمات وتعدد الجهات التي تحيل كلاً منها إلى الأخرى، أو تشكيل ما يسمى بعقدة العمل، أي اللجان التي غالباً ما تخلق المعوقات أو ما اشتهر عندنا «إذا أردت موت عمل شكل له لجنة» وقد عرفنا أن توزيع الصلاحيات والاختصاصات تبقى فقط بيد الوزير أو الوكيل، وكأن العاملين معهما، والذين هم مَن اختاروهم ليسوا بالكفاءة التي عليها أصحاب المسؤوليات العليا!! سوء التنسيق بين الجهات وتحديد عملها بمرونة أكبر، ذهب بنا إلى أن تصبح الإدارة الحكومية ليست بمستوى ديناميكية العمل الذي يضع الوقت في الانجاز قيمة مضافة، بل هناك نظم لا تزال منذ نصف قرن لم تتغير أو يحدث عليها تطوير يراعي المراحل التي نعيشها ونريد قطعها بمفاهيم الإدارة الحديثة ويكفي أن ندرك مشاكل البضائع التي تردنا والتي تخالف المواصفات حتى أصبحنا بؤرة لأسوأ المنتجات لدرجة أن بعضها مضر بالصحة العامة، وهذه يسأل عنها الجمارك وحماية المستهلك وغيرهما.. الإدارة أحد مرتكزات نجاح التنمية، لكننا، رغم وجود معهد الإدارة بأعوامه الطويلة، وما تزفه الجامعات والبعوث إلا أننا نشكو علة تراكم العمل، وحتى الكفاءة القادرة على التغيير تصطدم بتراكم النظم العتيقة والتي عملت لمرحلة تجاوزناها من أزمنة طويلة، وهذا ينسحب على كفاءة العاملين بالجمارك ممن لا يزالون ينفذون نفس الاجراءات القديمة بما فيها، تعطل الساحر الجديد «السستم»!!