أعرب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن تخوفه مما وصفه ب "محاولات" لتوريط لبنان في الصراع الدائر حاليا في سوريا. وقال ميقاتي امس الأربعاء ان "المطلوب من الجميع، مسؤولين وقيادات، التعاون لإبعاد لبنان قدر المستطاع عن النار المشتعلة من حوله وحمايته من الأخطار"، وذلك في إشارة الى الاشتباكات في مسقط رأسه مدينة طرابلس الساحلية الشمالية بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له وأدت الى سقوط ثمانية قتلى على الأقل وأكثر من سبعين جريحا. وأضاف"أن الأحداث الدموية الجارية في طرابلس، هي في بعض جوانبها، محاولة جديدة لزج لبنان في الصراع الخارجي على نطاق واسع". وقال ميقاتي "من هنا كانت التوجيهات للجيش اللبناني والقوى الأمنية لضبط الوضع بحزم ومنع كل مظاهر الإخلال بالأمن وتوقيف المتورطين في هذه الأحداث". لكنه لفت الى ان "المطلوب من كل القيادات المعنية دعم الجيش اللبناني فعليا في مهامه". وأعلن انه مستمر " في تحمل المسؤولية، حتى تنضج الظروف التي دعونا فيها لتشكيل حكومة استثنائية". وكانت المعارضة دعت ميقاتي الى الاستقالة. وقال رئيس الحكومة اللبنانية "هذه المطالبة ليست جديدة بل بدأت مع تشكيل الحكومة، ونحن قلنا منذ اليوم الأول إننا تسلمنا مهمة وطنية ومقتنعون بها، وسنستمر طالما هناك ضرورة وطنية". وأضاف "الأولوية الآن ليست للحديث عن الاستقالة أو عن تشكيل حكومة ، بل الأولوية ، كل الأولوية لقطع دابر الفتنة". الى ذلك ارتفع الى عشرة عدد القتلى الذين سقطوا منذ مساء الاثنين في اشتباكات بين سنة وعلويين في طرابلس في شمال لبنان على خلفية الازمة السورية، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس امس الاربعاء. وقال مراسل وكالة فرانس برس ان اصوات تبادل اطلاق النار والانفجارات لا تزال تسمع بتقطع في منطقتي باب التبانة المعادية اجمالا لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وجبل محسن المأهول بالعلويين والمؤيد للنظام السوري. وأشار الى ان التوتر يعم كل انحاء المدينة. وذكر مراسل فرانس برس ان مسلحين جابوا بعض الشوارع في وسط طرابلس بالسيارات ظهر امس وهم يطلقون النار في الهواء من دون ان تعرف اسباب ذلك. وقال المصدر الامني ان ستة قتلى سقطوا في اشتباكات امس الأول التي كانت عنيفة واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية، واثنين قتلا قبل ظهر امس. وبين الجرحى هناك 15 عسكرياً، بحسب مصدر عسكري. وشهدت هاتان المنطقتان خلال الاشهر الماضية جولات عنف متكررة. وينتشر الجيش في هاتين المنطقتين لضبط الوضع عند كل تدهور، ويعمل على الرد على مصادر اطلاق النار. ويتبادل الطرفان الاتهامات ببدء المعارك. وقال ابو محمود (45 عاما) من باب التبانة ان الحزب العربي الديموقراطي، ابرز حزب يمثل العلويين في لبنان، "مرتبط بالنظام السوري وينفذ كل ما يطلبه منه هذا النظام". وقال مقاتل آخر رافضا الكشف عن اسمه انه "في جبل محسن، يعمل الناس على تغطية جرائم السوريين". في المقابل قال مسؤول في الحزب العربي الديموقراطي علي فضة لفرانس برس "هناك تناقض في وجهات النظر بيننا وبينهم. نحن لا نريد ان نفرض آراءنا على احد، لكننا مستعدون للدفاع عن انفسنا اذا اضطررنا لذلك". وناشد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتحدر من طرابلس الثلاثاء الجيش والقوى الامنية "العمل بكل طاقاتها لوقف هذه المعارك العبثية". وقال "لطالما حذرنا من ضرورة عدم الانزلاق في النيران المشتعلة حول لبنان، ولكن من الواضح ان هناك اطرافا عديدة ترغب في توريط لبنان في هذا الصراع"، طالبا من أبناء طرابلس "الا يكونوا ذخيرة لمعارك الآخرين". ومنذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل 17 شهرا، يشهد لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري وداعمين للمعارضة، توترات امنية متنقلة.