طالعتنا الصحف اليومية ببشرى سارة وبعنوان يثلج الصدور وهو إنشاء ثلاث جامعات جديدة بالمملكة، وعند قراءتنا لتفاصيل الخبر أصابتنا الصدمة فمنطقتنا منطقة الحدود الشمالية هي المنطقة الوحيدة اليتمية على مستوى المناطق والتي لم يشملها الأمر السامي الكريم بإنشاء جامعة بها وكأن قدر هذه المنطقة هو النسيان من قبل المسؤولين عن التعليم العالي بالمملكة. رغم أن المنطقة هي الأكثر حاجة للجامعة عن غيرها من باقي مناطق ومدن المملكة لعدة أسباب:- أولها وأهمها كثرة أعداد الخريجين من الثانوية العامة مقارنة بمناطق أخرى أنشئ بها جامعات. أن المنطقة من المناطق الأقل دخلا بالنسبة للأفراد حيث أن قاطنيها من محدودي الدخل ممن يعتمد الكثير منهم في كسب قوته إما في الرعي وتربية الأغنام أو تقديم بعض خدمات التارنزيت للمارين على الطريق الدولي الراغبين في السياحة والاصطياف في بلاد الشام وغيرها من البلاد المجاورة. أما محدودية دخول سكان المنطقة وعدم توافر فرص التعليم الجامعي بالمنطقة يحجم كثيراً من الأهالي عن إرسال أبنائهم للتعليم في مناطق أخرى تجنبا «للعبء المالي للمصاريف». أدى ذلك وجود نسبة عالية جداً من العاطلين عن العمل من حملة الثانوية العامة ممن لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم الجامعي بسبب قلة الفرص المتاحة لهم وعدم قدرتهم على مواصلة تعليمهم في مناطق أخرى أو حتى في الدول المجاورة. المنطقة أصابها ضيق في الدخل وقلة الموارد ما لم يصب أي منطقة بالمملكة بسب إغلاق منفذ جديدة عرعر- الذي كان من أهم مصادر الدخل والنشاط الاقتصادي لكثير ممن يسكنون بالمنطقة- بسبب الحصار الذي فرض على العراق ومن بعده الحرب وإعادة افتتاح المنفذ للتجارة مع العراق والدول المجاورة واستثمار مناجم الفوسفات بالمنطقة سيعيد النشاط للمنطقة بأكملها. حرمان المنطقة من جامعة حكومية تجعل ممن تيسر له الحال في الدراسة بالدول المجاورة كالأردن وغيرها يتكلف مبالغ خيالية ليست في مقدور الكثير من أبناء المنطقة بالإضافة إلى أنها استنزاف لموارد الدولة الاقتصادية. والاستغراب والدهشة الشديدان من وزارة التعليم العالي لتجاهلها التام لمنطقة الحدود الشمالية عندما تقوم باعتماد توقيع سبع عقود لسبع كليات للمجتمع للأسف لم يكن لمنطقة الحدود الشمالية منها أي نصيب فإلى هذه الدرجة غابت منطقة الحدود الشمالية عن خارطة التعليم العالي وهي الأحوج من غيرها لمثل هذه الكليات سيما أن من المناطق التي حظيت بهذه الكليات من بها جامعات أو على الأقل فروع لجامعات.لكل ما تقدم فإنني باسم وباسم كل مواطن يعيش في منطقة الحدود الشمالية نرفع أصواتنا للمسئولين نناشدهم بأن يلحقوا المنطقة بالأمر السامي الكريم لإنشاء جامعة بالمنطقة تكون بارقة الأمل لطلاب منطقة الحدود الشمالية.