دخلت "أم عادل" في حيرة من أمرها وهي تتصفح ال"كاتالوج" تارة، ومتنقلة في أخرى بين صفحات مواقع الإنترنت؛ لتختار لوناً يناسب غرفة نومها التي تفضّل تغييرها من حين لآخر، خاصةً في أيام العيد، بينما هي في حيرتها هبت زوجة إبنها "سارة" لتأخذ رأيها في إكسسوارات صالة المنزل التي اختارتها لليلة العيد.. "أم عادل" وبناتها وزوجة ابنها وكثيرات من النساء يحرصن دائماً قبل العيد على التجديد في أثاث بيوتهم و"الديكور"، وحتى تغيير ألوان "بويات" المنزل، وذلك لاستقبال الأحباب والأصحاب صباح العيد وكل شيء قد تغيّر وتبدل الملبس والمسكن. ولا يكاد أن يخلو بيت من الأسر، خصوصاً في الخليج، إلاّ واعتاد أهله هذا التجديد، إذ أصبح الكثيرون في مناسبات الأعياد يتهافتون للتبديل في أثاث منازلهم، أو ربما إضافة اللمسات الجمالية فيها، حيث يرى أكثرهم أنّ ذلك ضرورة ملحة في مثل هذه الأيام ومن أساسيات التجديد، فيما يعتبره آخرون خاصة النساء من باب الترف والرفاهية والتباهي أمام الأقارب والأصدقاء. علاقة قوية مع التغيير وذكرت "ليلى البلوي" أنّ علاقتها وزوجها مع التغيير في كل عيد قوية جداً، ومحببة لنفوسهم، مشيرةً إلى أنّ التغيير في أثاث المنزل وشراء بعض الحاجيات المناسبة في الأعياد يناسب أذواقهم كزوجين، موضحةً أنّها تأتي في الدرجة الثانية بعد شراء مستلزماتهم الخاصة بالعيد، معتبرةً ذلك من باب التجديد والترفيه عن النفس، خصوصاً إذا ما اتفق مع استقبال المهنئين بالعيد. وأضافت "أم فارس" أنّ المجتمع يعيش في عصر الحضارة الجديدة، حيث استجدت العادات والتقاليد، موضحةً أنّها لا ترى في تجديد أثاث المنزل من "فرش" و"ديكور" أي مبالغة، حيث إنّ ذلك يفعل عادةً للفرح بالعيد، خاصةً إذا كانت الأسرة لديها دخل مادي جيد. تغيّر بدون مبالغة ورأى "أبو عادل" أنّ تغيير الأثاث بدون مبالغة فيه أمر لابد منه، حيث إنّ الأسرة تستقبل ضيوفها من أول ليالي العيد، فلابد من تجديد بعض الأمور المتعلقة بأناقة البيت، مضيفاً: "أحرص دائماً على تبديل أرضيات بيتي وأعمد إلى انتقاء النوعيات المتوسطة من السيراميك، نظراً لأني أغيرها كل عام، وصحيح أنّ ذلك مكلف مادياً، لكننا كأسرة نرى أنّ من متطلبات المجتمع التغيير والتجديد خاصة في ليلة العيد". شراهة استهلاك نسائية واعتبر "حمد الخالد" أنّ النساء اللواتي يكثرن من الإلحاح في طلب تغيير أثاث المنزل يعانين من شراهة في الإستهلاك، مبيناً أنّه لا يحرص على هذه السلوكيات في التجديد الكامل، بقدر ما يعمل وزوجته على إضافة لمسات تضفي طابعاً خاصاً بالمنزل في المناسبات، دون تكلف واستسعار يرهق ميزانيتهم، حيث يضيفون ديكوارت لغرفتي استقبال الضيوف والمدخل، فيختار هو الخاصة بقسم الرجال وزوجته تتكفل بقسم النساء، مبتعدين عن الإسراف والتبذير بالتخلي عن أثاث منزلهم الذي يعد جديداً. تبديل أثاث المنزل يترك أثراً نفسياً لدى أفراد الأسرة المواسم فرصة للتجديد وأشارت "جيهان العلي" إلى أنّ تغيير فرش و"بوية" البيت أمر ضروري في الأعياد والمناسبات، مضيفةً: "قبل حلول موسم العيد ننتقي أنا وأسرتي أفضل الأثاث من كنب وستائر وطاولات استقبال مختلفة لإضافة لمسات ذات طابع خاص للمنزل، خاصة في العيد مع قدوم المباركين من الأهالي". وأوضحت "فادية المحميد" أنّ تجديد أثاث المنزل -خاصة مع المناسبات السعيدة- يضاعف الفرحة، مشيرةً إلى أنّه ليس من الضروري التغيير الكامل للمنزل، وإنما بعض الأشياء التي قد تحتاج إلى تبديل، معتبرةً أيام الأعياد والمناسبات في المواسم فرصة سانحة للتجديد، فذلك يضفي البهجة والسرور على أهل البيت، ويؤثر في حالتهم النفسية، سيما وإذا كان التجديد مفاجأة للزوجة أو العكس، مضيفةً أنّ الكثير من الأسر تحرص على هذه العادات، حيث يغيرون سفرة الأكل، ويضيفون بعض اللمسات عليها، كما يقتنون أواني منزلية جديدة، إضافةً إلى "الستائر" و"المجالس" و"قطع السجاد"، مبينةً أنّ ذلك يعطي الراحة وهدوء البال، خصوصاً للنساء اللواتي يحرصن على مثل هذه الأمور. أرقام مرتفعة ولفت "أبو مالك" -صاحب محل مفروشات- أنّ نسبة المبيعات ارتفعت مقارنةً بالأيام العادية، وذلك لقرب العيد، إذ إنّ الإقبال والطلب زاد من قبل المستهلكين بنسبة قدرها (88%)، مشيراً إلى أنّ الأسعار تختلف حسب جودة المنتج، فهناك من يرغب بشراء النوع المتوسط الذي تتراوح قيمته بين (12-22) ريالا للمتر، وهناك من يرغب بالنوع الجيد الذي قد يكلف (25-50) ريالا للمتر الواحد. إسراف وبذخ وقال الشيخ "محمد النونان" -إمام وخطيب جامع الوكيل بحائل-: "إنّ حب التجديد والتغيير طبيعة مجبول عليها البشر، وتتجلى في المناسبات، خاصة الأعياد، لكن الذي نعيبه على بعضهم أن يكون ديدن له وشيء أساسي في حياته لا يتركه أبداً، وهذا من الخطأ، فقد يكون الأثاث الموجود في منزله باقٍ على نضارته ولم يتغيّر فيه شيء، فهنا يدخل في الإسراف المنهي عنه والبذخ الزائد، ويزداد الأمر حين يتحول إلى منافسة وتقليد"، مشيراً إلى ضرورة تقدير النعمة وشكراً، وذلك بعدم إتلاف ما يستغنى عنه من اثاث والتصدق به للجمعيات الخيرية أو ذوي الحاجات.