من منّا لا يتجاهل فرحة العيد وصباحاته الباسمة التي تجعلك تأنس وتحتفل بها وتتمنى أن تطول وهي كذلك لو وجدت أصفياء وصفيّات يجعلونها ترنو بمعناها الحقيقي وتعلو بسموها الشامخ فما أعذبها وأرقها لو تقّينت بالذكر والصلاة والتكبير وتمرات السّنة تُشعِرك من بدء انبلاجها أنك تحترم مقدمها بصفائكِ العميم وبياض هندامك السليم تخطو لها دون زمجرة وكبرياء بل تكون بها حييّ من الله تجتهد بالدعاء وإخراج الفرحة ورسمها على الوجوه دون عتمة فما نحتاجه في هذه الصباحات ليس تهيئة جسدية ومادية فحسب بل قبول من الله لصيامنا وقيامنا فالإقبال بصفاء النية هو المطلب والمنال الذي يبتغيه الكّل ولكنّني أأسف لمن ينكرها بالنوم أو عُتمة العبوس أو غيهب السهر الذي يطليها بطلاءٍ قان ٍ تحسبها هادئة وهي مُجهدة من اليقظة التي حلّ في ليلتها الماضية فيا مجتمعي الصادق المتآخي المتسم بسلاسة الرأي وصدق العزم لا تدعون صباحات العيد دون عودة صادقة لبراءاتكم متمنين ومتأملين من سلطانه العظيم أن تربحوا الجوائز والغنائم فيها وحاولوا بقدر الإمكان أن تتناسوا كل ّ غلٍّ شائب وكل همٍّ شاحب لتفرحوا با وتضيؤوها بأنوار وجوهكم الباسمة وتمرحون في جنباتها وتعيدون الوصال المنسي وتبقون على بهجتكم المعهودة عنكم وقبل ذلك لاتتخالجكم الأفراح دون أن ترفعوا أكفكم مبتهلين مذعنين بأن ينصر الله الشام وأهلها ويفرّج كربة مسلمي بورما ويحقّ لهم الحق فهذا طرح من الصباحات التي آمل أن تكون جزءاً من طرائقها في مخيلاتكم فوحدواّ الصفوف واقبلوا إلى الله فيها بقلوب سليمة وعادات حميدة وتقارب حسن.