تضاربت الانباء حول انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع المختفي عن الانظار من مدة ليست بالقصيرة رغم حساسية موقعه في هرم السلطة السورية وقربه من الرئيس قبل بدء الازمة . ففي الوقت الذي اكد التلفزيون الرسمي السوري امس ان نائب الرئيس فاروق الشرع "لم يفكر في اي لحظة بترك الوطن الى اي جهة كانت" رشحت معلومات تداولتها وسائل اعلام عدة عن انشقاقه وفراره الى الاردن. وبث التلفزيون في خبر عاجل بيانا صادرا عن مكتب نائب رئيس الجمهورية - وليس عن الشرع مباشرة - جاء فيه ان "فاروق الشرع لم يفكر في اي لحظة بترك الوطن الى اي جهة كانت"، مضيفا انه "كان منذ بداية الازمة يعمل مع مختلف الاطراف على وقف نزيف الدماء بهدف الدخول الى عملية سياسية في اطار حوار شامل لانجاز مصالحة وطنية". وكان بيان صادر عن قيادة الجيش الحر (المعارض) "بناء على توارد معلومات حول انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق وتوجهه إلى الأردن، ان العملية ربما باءت بالفشل". وفي بيان آخر، أعلنت القيادة أن "هذا النوع من العمليات على هذا المستوى لشخصيات كبيرة تدخل ضمن سلسلة إجراءات أمنية معقدة تتطلب الكثير من الحذر في تداول اية معلومات ولذلك نعلن اننا لا نؤكد ولا ننفي لغاية هذه اللحظة الرواية الكاملة المتداولة حول انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع". ونفى مسؤول اردني ، فضّل عدم الكشف عن هويته، وصول الشرع الى المملكة. ونقل البيان عن الشرع تأكيده على ضرورة ان تحقق المصالحة الوطنية "للبلاد وحدة اراضيها وسلامتها الاقليمية واستقلالها الوطني بعيدا عن اي تدخل عسكري خارجي". وكان الشرع ترأس في تموز/يوليو 2011، اي بعد اربعة اشهر من اندلاع الحركة الاحتجاجية في البلاد، لقاء تشاوريا للحوار الوطني السوري، شاركت فيه نحو 200 شخصية تمثل قوى سياسية حزبية ومستقلة وأكاديميين وفنانين وناشطين بغياب المعارضة التي ترفض أي حوار في ظل استمرار أعمال العنف. وتضمن البيان الصادر عن مكتب الشرع ايضا ترحيبه بتعيين الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي مبعوثا للامم المتحدة الى سوريا. وقال ان "الشرع يرحب بتعيين الاخضر الابراهيمي ويؤيد تمسكه بالحصول على موقف موحد من مجلس الامن لانجاز مهمته الصعبة من دون عوائق". وتلقى النظام السوري مؤخرا سلسلة ضربات موجعة بعد انشقاق بعض اركانه، وابرزهم رئيس الحكومة رياض حجاب الذي فر الى الاردن واعلن انضمامه الى "الثورة". وكان ثلاثة ضباط في الامن السياسي في دمشق انشقوا مطلع آب/اغسطس الجاري، وابرزهم رئيس فرع المعلومات في الامن السياسي العقيد يعرب محمد الشرع مع شقيقه من الفرع نفسه، وهما ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، بحسب ما اعلن الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين. وكانت الجامعة العربية اطلقت مبادرة في كانون الثاني/يناير يدير بموجبها الشرع المرحلة الانتقالية نحو دولة ديمقراطية مكان الرئيس السوري بشار الاسد، واصفة اياه بانه "رجل ينال اتفاق الجميع". وولد الشرع (73 عاما) في محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري في اذار/مارس 2011. واقترح الشرع ان يكون وسيطا في بداية الازمة الا ان اعضاء متشددين من النظام قاموا بتهميشه بحسب دبلوماسيين اوروبيين كانوا على رأس عملهم حينها. عمارة دمرها الطيران الحربي السوري في أحد أحياء حلب (رويترز)