قال مجلس الذهب العالمي ان الطلب على المعدن النفيس انخفض إلى أدنى مستوى له في عامين خلال الربع الثاني، وذلك بالتزامن مع تراجع الطلب عليه كحلي واستثمار في الهند والصين. حيث سجل الطلب العالمي انخفاضا بنسبة 7% أو 76 طنا بالمقارنة مع العام الماضي هبوطا إلى 990 طنا متريا في الشهور الثلاثة المنتهية بنهاية يونيو. ويعد هذا المستوى هو الأدنى منذ الشهور الثلاثة الأولى عام 2010 حسبما ذكر التقرير، حيث انخفض الاستهلاك على المجوهرات بحوالي 72.3 طنا متريا إلى 418.3 طنا، وتراجع بالنسبة للاستثمار 88.3 طنا إلى 302 طنا متريا. وعلى الرغم من ذلك التراجع الواضح إلا ان مجلس الذهب العالمي لا يزال يتوقع نمو الطلب خلال العام كاملا، لكن ذلك في المقابل سيعتمد على انتعاش الطلب الهندي، وسياسة البنوك المركزية تجاه المعدن النفيس. وكان الطلب الصيني على الذهب قد سجل تراجعا بنسبة 7% خلال النصف الأول من العام إلى 144.9 طنا، وهو ما أرجعه مجلس الذهب العالمي إلى عدم وجود اتجاه واضح لحركة الأسعار. وقد نوه المدير في مجلس الذهب العالمي "ماركوس جراب" إلى ان هذا هو الربع "السلبي" الأول "لدينا في الصين منذ وقت طويل، لكن الأمر ربما يرتبط بقضايا اقتصادية أعمق في الصين ذاتها، وليس سوق الذهب نفسه. أما فيما يخص الولاياتالمتحدة فقد تراجعت مشتريات المجوهرات والأصول الاستثمارية من المعدن الثمين 17% إلى 34.2 طنا، بينما مثل الاتحاد الأوروبي نقطة مضيئة واضحة بزيادة الطلب 11% إلى 86.4 طنا متريا. ويعود شراء الأوروبيين للمعدن النفيس كرد فعل لتعمق أزمة الديون السيادية بالتزامن مع تأثيرها السلبي على العملة الموحدة التي تراجعت بحوالي 5% أمام الدولار هذا العام. وارتفعت المشتريات الرسمية للدول من الذهب أكثر من الضعف وصولا إلى 157.5 طنا في الربع الأخير، حيث أعلنت كازاخستان، روسيا، تركيا، وأوكرانيا عن رفع احتياطي بنوكها المركزية. بينما بلغت مشتريات تلك البنوك المركزية 254 طنا في النصف الأول ارتفاعا من 200 العام الماضي، وهو ما دفع مجلس الذهب العالمي إلى توقع رقم قياسي منها هذا العام يتجاوز العام الماضي والذي كان الأعلى منذ عام 1964. وحام الذهب فوق 1600 دولار للأوقية يوم أمس حيث لا يزال المستثمرون يأملون أن تأخذ البنوك المركزية خطوات أخرى لدعم الاقتصاد العالمي بالرغم من أن بيانات أمريكية صدرت في الآونة الأخيرة توحي بأن البنك المركزي قد لا يضطر للتدخل في الوقت الراهن. ودفع غياب الوضوح بشأن الخطوات المحتملة من الاحتياطي الاتحادي الأمريكي كثيرا من المتعاملين للإحجام عن السوق مما قصر مكاسب الذهب على نحو اثنين بالمئة منذ بداية العام حتى الآن. واستقر الذهب في السوق الفورية دون تغير يذكر عند 1602.34 دولار للأوقية بعد أن سجل أدنى مستوياته في أسبوع ونصف عند 1589.69 دولارا في الجلسة السابقة.