تطرق برنامج الثامنة قبل أيام إلى مسألة عدم قبول السعوديين والسعوديات ضمن أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية سواء الناشئة أو القديمة، وإلى نظام التعيين في الجامعات. وأود أن أبين ما يلي: إن اختيار عضو هيئة تدريس يجب أن يرتكز على تعليمه السابق وجودة عطائه وحبه للتطوير وإنسانية تعامله، إضافة إلى احتياج القسم، فليس كل من حمل شهادة الماجستير أو الدكتوراه يصبح مؤهلاً لأن يكون عضو هيئة تدريس، لأن عضو هيئة التدريس يجب أن تكون قاعدته قوية وأن يكون تخصصة متوافقاً في جميع مراحله الدراسية من بكالوريوس وماجستير ودكتوراه، حيث ان كثيراً من حاملي درجة الماجستير والدكتوراه لا تتوافق تخصصاتهم مع ما درسوه في البكالوريوس، فبعض مديري الجامعات وحرصاً منهم على جودة التعليم الجامعي يرى أنه من غير المناسب تعيينهم، والعمل ليس محصوراً في قطاع التعليم العالي بل مفتوح لهم في القطاعات الأخرى العامة والخاصة، بما أنني كنت سابقاً أحد الباحثين عن عمل ممن يحملون درجة الماجستير وتم تعييني محاضرة في جامعة حائل وأعمل الآن للحصول على درجة الدكتوراه أحببت أن أروي لكم قصة تعييني في هذه الجامعة، فأنا حصلت في الثانوية العامة على المركز الثالث على مستوى محافظة جدة بعد ذلك التحقت بجامعة الملك عبدالعزيز وتجاوزت مرحلة البكالوريوس بتفوق ولله الحمد وكنت الأولى على الدفعة، طلبت الإعادة بعد ذلك ولم أعين بحجة عدم وجود شواغر.. أكملت دراستي وحصلت على الماجستير بتفوق وتقدير امتياز ولله الحمد.. أثنى المناقش الخارجي من جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية على رسالتي كثيراً حيث حصلت على توصية منه بتسهيل مهمتي في الحصول على عمل يناسب مؤهلي وتسهيل قبولي في الدكتوراه لأهليتي لذلك.. حاولت جاهدة الحصول على عمل لدى جامعة الملك عبدالعزيز ولم أجد.. طرقت باب جامعات أخرى ولم يتم قبولي إما لعدم وجود القسم أو الاكتفاء الذاتي من أعضاء هيئة التدريس.. ثم بعد التفكير والاستخارة عزمت على رفع أوراقي لجامعة حائل.. وبالفعل بدأت معاملتي من مكتب معالي مدير الجامعة.. حيث يقول زوجي قوبلت مقابلة لم أرها قط.. مقابلة يسودها الود والاحترام والتقدير.. وبعدما انتهى من موضوعي لم يستطع الفكاك من دعوة كريمة من مدير مكتب معالي الجامعة الأستاذ جارالله العتيق عندما علم أنه من خارج المنطقة. بعد ذلك أخذت المعاملة مجراها كأي معاملة أخرى.. تمت الموافقة المبدئية ثم المقابلة الشخصية واختبار تحريري وعملي، ثم بدأ زوجي يتابع معاملتي من قسم لآخر ومن موظف لآخر.. والله لم نتحدث مع شخص إلا وكأن المعاملة تعنيه.. حتى وصلت معاملتي إلى مكتب وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي.. كان دائماً يرد علينا شخص يرفض الافصاح عن اسمه وعندما طلبنا منه ذلك رد علينا بأن أي شخص يرد علينا من هذا الهاتف سوف يقوم بالواجب وكان في نهاية كل مكالمة يدعو لنا حتى بشرنا بالقبول النهائي.. كنا في السابق نتوقع أننا نتحدث مع سكرتير الوكيل وإذا به د. عثمان العامر وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي!! عجباً ما السر يا ترى في هذه الجامعة؟.. علماً بأن الذي قاموا به واجب على كل مسؤول يتبوأ منصب في الدولة، لكن قلما تجد ذلك إن لم يكن غير موجود.. لم أقدم أي واسطة أو شفاعة بل أخذت المعاملة مجراها، وأنا لا أرجو من مقالي هذا شيئاً من المسؤولين فأنا عينت ولله الحمد ولا أحتاج أي شيء منهم لكن حز في نفسي كثيراً معاملة المقدم وبعض ضيوفه لمعالي مدير جامعة حائل إذ لا بد من الاحترام وحسن انتقاء الألفاظ مع الضيوف أياً كانوا، ومعالي الدكتور خليل البراهيم يمثل أحد أجهزة الدولة واحترامه من احترام الدولة ونثمن له المشاركة في البرنامج في الوقت الذي اعتذر بعض مديري الجامعات على حد علمي عن المشاركة، أضف إلى ذلك لم يمض على تعيين الدكتور خليل إلا أشهر فكيف يحاسب هو ويترك بعض مديري الجامعات القديمة والتي تحمل اسم قادة ملوك البلاد وصرفت لها ميزانيات ضخمة وما زالت تضم عدداً من أعضاء هيئة التدريس المتعاقدين، أنا لا أقول إن جامعة حائل جامعة مثالية، ولكن أفضل من غيرها من الجامعات وليست بالسوء كما تناولها الشريان في حلقته، ولم يدفعني يعلم الله لكتابة هذا التنويه إلا اظهاراً للحق وبيانه ومن منطلق الساكت عن الحق شيطان أخرس. * محاضرة بجامعة حائل