المريض مها كان نوع مرضه عضوي أو نفسي بحاجة إلى جهة صحية ترعاه وتقدم له العلاج وتهتم بشؤونه. ونحن في بلد ولله الحمد من القوانين والانظمة الأساسية فيه تقديم الرعاية الصحية للمواطنين وبالمجان. ولا شك أن المريض الذي يعاني من مرض عضوي يدرك ويعترف أنه مريض ويسعى جاهداً بنفسه وذويه إلى البحث عن المستشفيات الذي تقدم العلاج له طالباً الشفاء والتخلص من هذا المرض ليعيش صحيحاً سوياً مثل بقية أفراد المجتمع الأصحاء. ولكن الإشكال في المرضى النفسانيين فالمريض النفسي بشكل عام ولدى الأكثرية منهم لا يعترف بذلك أصلاً وقد يكون ذلك من الثقافة المجتمعية السائدة في المجتمع تجاه المريض النفسي. ويكون المريض النفسي سواء كان مرضه نتيجة مشاكل نفسية أو إدمان مخدرات أو غيرها من الأسباب المؤدية لذلك يعادي من يتهمه بالمرض أو يعرض عليه المساعدة ولو كان من أقاربه. ومن هؤلاء المرضى من تفاقم المرض عليه وانتهى به الحال إلى الهلوسة والجنون فاتخذ من الكباري مسكناً ومن البيوت الخربة ملجأ ومن إشارات المرور وسؤال الناس مصدر دخل ورزق. ومما ساءني وأحزنني كثيراً ما شاهدته أثناء زيارتي بصحبة أحد أطفالي لأحد الأسواق في وسط العاصمة الرياض بالقرب من شارع الثميري الذي يشتهر ببيع الملبوسات الرجالية والملابس الشعبية والتراثية فقد شاهدت ثلاث حالات لرجال كبار في السن حافين القدمين يرتدون ملابس غير نظيفة ويتلفظون بكلام غير مفهوم عليهم علامات المرض أو إدمان المخدرات ولا يميزون وأعتقد وصل بهم الحال إلى مراحل الجنون يجوبون السوق والشوارع القريبة منه.. فأخذ طفلي يكرر علي الأسئلة نحوهم منها أين أهلهم ؟؟ وين الشرطة وين المستشفيات ؟؟. فهولا المرضى يعكسون صورة غير حضارية عن البلد لا سيما أن هذا السوق يرتاده وبكثرة السياح والدبلوماسيين الغربيين لكونه يحتوي على معالم أثرية وأسواق شعبية. فإنني أتساءل لماذا يهمل هولاء المرضى تائهون في الشوارع ؟؟من هي الجهة الواجب عليها رعايتهم وكف خطرهم عن المجتمع ؟؟ هل هي وزارة الصحة بمصحاتها النفسية أو جهات الضبط ألامني للقبض عليهم وإيداعهم المستشفيات أو دور ألايواء؟ وإنني على يقين أن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله لا يرضى بذلك ولا يقبل به وأملي أن نرى شوارع الرياض خالية منهم. وتحياتي للجميع.