يتساءل كثير من المستهلكين عن أهمية تناول مدعمات الكالسيوم، ويحرص الكثير منهم على تناول أطفالهم لهذه المدعمات اعتقاداً منهم بأن عظامهم ضعيفة، ويحتاجون إلى تحسين صحتهم، في هذا الجانب وحرصاً منا على نشر الوعي التغذوي التقينا بالدكتور علي بن عبدالله الشتوي أستاذ التغذية بقسم علوم الأغذية والتغذية بكلية علوم الأغذية.. والزراعة، حيث سلط الضوء على أهمية الكالسيوم الصحية ضمن هذا الحديث. ما دور عنصر الكالسيوم في صحتنا ومن أين نحصل عليه؟ - يشكل الكالسيوم ما يقارب 1,5٪ من وزن جسم الإنسان، ويدخل في تركيب العظام والأسنان متحداً مع الفسفور، و99٪ من الكالسيوم في جسم الإنسان يكون في العظام والأسنان، ولهذا يبرز دوره الكبير وأهميته للإنسان. أما مصادره فأفضلها الحليب ومنتجاته، حيث تعطينا كمية كبيرة من احتياجنا من عنصر الكالسيوم فعلى سبيل المثال 1 كوب حليب يوفر 300 ملجرام من الكالسيوم وأوقية واحدة من الأجبان تعطي 250 ملجم أيضاً الكرنب والقرنبيط والفاصوليا مصادر جيدة للكالسيوم، ولكن امتصاص الكالسيوم في الأغذية التي تحتوي على حامض الاوكسالات مثل السبانخ أو حامض الفايتيت ينخفض في تلك المنتجات. هل جميع الفئات العمرية أطفال أو كبار بحاجة ماسة للكالسيوم؟ - نعم يجب الاهتمام بالاحتياجات التغذوية من الكالسيوم في جميع المراحل العمرية وليس كما يعتقد الكثير أن الأطفال فقط من هم بحاجة لشرب الحليب، ولكن من الأهمية جداً الحصول على كمية كافية من الكالسيوم عن طريق الحليب ومنتجاته خلال الطفولة والمراهقة وذلك لتحقيق أعلى كثافة للعظام وبالتالي تقليل الخطورة بالإصابة بهشاشة العظام والكسور ومشاكل نقص الكالسيوم، أيضاً المرأة الحامل من المهم أن تحصل على احتياجاتها وذلك لمنع ما يعرف بالاستنزاف الحملي حيث عند نقص الكالسيوم المتناول للمرأة فإن الجنين يحصل على احتياجه من الأم من خلال فقد كالسيوم في عظام الأم. وحتى نتكلم عن فئة عمرية بحد ذاتها لا بد أن نحصل على نتائج توضح أكثر فئة لديها نقص الكالسيوم، ولكن يجب التركيز في الغالب على الأطفال والمراهقين والحوامل والنساء خاصة بعد انقطاع الطمث. هل الاستفادة من الكالسيوم مرتبطة بعناصر أخرى؟ - سؤال جيد من الضروري أن تدعم مصادر الكالسيوم بفيتامين «د» خاصة وأن الحليب ومنتجاته تعتبر فقيرة بفيتامين «د» الذي يوجد في مصادر محدودة وتساعد التعرض للشمس من زيادته في الجسم، وأهميته تظهر في دوره الهام في امتصاص الكالسيوم واستفادة الجسم منه، حيث في حال نقص فيتامين «د» أو غيابه قبل امتصاص الكالسيوم، كما أود التنويه أن التعرض الجيد للشمس يكون في وقت الصباح الباكر ووقت غروب الشمس وعدم تعريض الناس وأطفالهم لحرارة الشمس العالية كما في الصيف في الرياض ويدخلون في مشاكل صحية أخرى، وغالبية شركات الحليب تدعم بفيتامين «د». إذا كان الحليب ومنتجاته مصدراً جيداً للكالسيوم نرى بعض المصانع تلجأ لكتابة عبارة (مدعم بالكالسيوم) على بعض أصناف الحليب ما رأيكم؟ - بلا شك هي عبارة تسويقية لأنه كما قلنا إن الحليب ومنتجاته أفضل مصادر الكالسيوم وإن كان المصنع يبحث عن الدعاية المناسبة فعليه الإشارة إلى تدعيم الحليب بفيتامين «د» الذي يلعب دوراً أساسياً في امتصاص الكالسيوم. ينتشر بين المستهلكين اهتمامهم بتناول مدعمات الكالسيوم الصيدلانية دون أخذ اعتبار تناوله غذائياً رغم سهولة الحصول عليه من الأغذية ماذا تقول؟ - يبرز بعض المسوقين أهمية الشيء للكسب المادي ولكن السؤال هنا لماذا نتناول تلك المدعمات الصيدلانية وهل الشخص يتناول من احتياجه للكالسيوم خلال 3 حصص يومياً فليس هناك داع لتحمل تكاليف مادية بشراء تلك المدعمات، ونلجأ للاستعانة بتلك المدعمات في حالة الضرورة فقط كعدم تناول الشخص أي غذاء غني بالكالسيوم لسبب مرض ما أو لأي سبب آخر بشرط أن تحتوي على مدعم لفيتامين «د». إذاً هناك مخاطر من تناول كميات عالية من الكالسيوم عن طريق المدعمات؟ - نعم زيادة أو تناول الافراط في تناول الكالسيوم قد يؤدي إلى حصوات الكلى وعدم توازن العناصر المعدنية في الدم مما قد تسبب للشخص مشاكل صحية. انتشار هشاشة العظام مرتبطة بنقص الكالسيوم؟ - انتشار هشاشة العظام مرتبط بعدة عوامل أهمها الكالسيوم ويحدث النقص في: عدم تناول الكالسيوم بالاحتياجات المطلوبة خلال مراحل العمر، عدم تناول الاحتياج الكافي من فيتامين «د»، من الضروري التدعيم بهرمون الاستروجين، الرياضة من العوامل المهمة في تقليل الإصابة بهشاشة العظام. بما تنصح المستهلك؟ - أشكركم على دوركم التوعوي للمجتمع وانصح بتناول الحليب ومنتجاته يومياً لجميع الفئات العمرية ثلاث مرات باليوم سواء كان حليباً أو أحد منتجاته كذلك التعرض للشمس في الصباح الباكر وعند الغروب والحرص على ممارسة النشاط البدني بصفة مستمرة.