أصبح "رمضان" لدى بعض الأسر بمثابة سباق للأكل، من خلال موائد رمضانية تضم أطباقاً تحضر خصيصاً للشهر دون بقية أشهر السنة، وتحظى بثقة كثير من أفراد تلك الأسر، مما جعلهم يحرصون عليها يومياً دون أن يعمدوا إلى التفكير في تبعاتها على وزن الجسم الذي لا يتذكرونه إلاّ بعد العيد، مما زاد من تخمة الكثيرين بسبب شراهة أكل أكثر من اللازم كان يمكن تلافيها بالتقليل من المقليات والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية. لذة الجوع وأكدت "منى الدرعان" أن لا أحد يشكك بقيمة شهر الصوم والعبادة، ولكن قلّما نجد أسرة لا تتلذذ بسفرة رمضان؛ كونها تأتي مرة في السنة وتقدّم فيها أشهى المأكولات، مشيرة إلى أنها وعائلتها لا يشعرون بقيمة الجوع إلاّ عند تقديم مائدة متكاملة تضم مختلف الأصناف والأطباق، يتقدمها "السبموسة" و"اللقيمات" و"الشوربة" و"المعجنات"، وتكررها يومياً، حيث اعتاد أفراد الأسرة على تناولها في رمضان، دون الاهتمام بمعايير غذائية لتلافي زيادة الوزن في "رمضان". وقالت أنها لا ترى في ذلك تبذير وإسراف ما دامت الأسرة تتلذذ بالسفرة الرمضانية، ليس فقط وقت الإفطار بل وبعد صلاة التراويح وفي السحور. مقليات مسائية وعن ما إذا كانت وجبة ما بعد التراويح تختلف عن وجبة الإفطار؟ ذكرت "أم فراس" أنها لا تغير وجبات مائدة رمضان ؛ لما لها لذة وقيمة لدى الصائم في "رمضان"، مبينةً أنها تجعل بعض الأصناف مثل "المقليات" موجودة على مدار المساء، حتى لا يشعر أفراد الأسرة بالجوع أبداً، مما أدى إلى زيادة أوزانهم، ولكنها لا تستطيع أن ترفض تلبية طلباتهم. وجبات رئيسية وأشار "خالد الزايد" إلى أن غالبية الأسر تكرر أصناف الطعام يومياً مثل "السمبوسة" و"الشوربة"، مبيناً أنه يحرص مع عائلته على تناول هاتين الوجبتين يومياً، ولم يعمد إلى قياس السعرات الحرارية في تلك الأطعمة التي يتناولها؛ نظراً لأنها أصبحت وجبات رئيسية في رمضان لا يمكن الاستغناء عنها لما تضفيه من نكهة مميزة في مثل هذه الأيام. تلهف للأكل وبينت "أم ماجد" أن شهر "رمضان" يشتمل أموراً أكثر أهمية من الأكل والتلهف إليه دون شبع، لافتة أنها تأكل وأسرتها ما يسد حاجتهم، دون التدافع للأكل والتزاحم على شراء المواد الغذائية التي تكون دون حاجة عند كثير من الأسر وكأنهم جوعهم الشديد يتطلب كل هذا الأكل الذي ينعكس على أبدانهم بعد الشهر. فوق الحاجة وشددت "خيرية الزبن" -أخصائية اجتماعية في جامعة حائل- أن الملاحظ من استهلاك المواد الغذائية في "رمضان" يتضاعف عن بقية الأشهر، حيث يزيد الإنفاق على السلع والوجبات الرمضانية التي تفوق في أحيان كثيرة عن حاجة الأسر للأطعمة، متسائلة عن سبب المبالغة في الأكل واستهلاك الأطعمة على الرغم من أن ثلاثة أرباع اليوم تمضي في الصوم. وقالت إن البعض يبالغون في الأكل واستهلاك الأغذية خاصة "السمبوسة" و"اللقيمات" و"الشوربة"، لاسيما أن تتناول لدى الكثيرون يومياً على السفرة اليومية، ودائماً ما تشتمل مائدة الإفطار على أصناف غداء وعشاء في سفرة واحدة، ومن المستحيل أن يتناول الشخص أكثر من وجبة واحدة في اليوم مهما كان، ولكن كثير من أفراد العوائل يأكلون دون شبع، وكذلك نجد أن المطاعم تمتلئ بالكثيرين بعد صلاة التراويح، وأصبحت هناك وجبات إيتم تناولها في هذا الوقت سواء في المنازل أو الاستراحات أو الأماكن العامة، داعية إلى إتباع أنظمة غذائية صحية لا تمنعهم من ما يحبون من أطعمة، ولا تجعلهم يسرفون في الأكل بشراهة فوق حدها. وأضافت:أنصح الأسر بتقليل استهلاك المواد الغذائية، وتناول ما هو بطاقة الجسم فقط دون إفراط، لما في ذلك من تبعية غذائية تؤثر على المعدة، كما يجب تنمية الوعي الاستهلاكي والصحي للأسرة. - البعض تعود على عدم تنظيم الطعام إلا بعد صدمة الوزن