من المعروف أن شهر رمضان أهم مناسبة دينية ترتبط بالغذاء والتغذية، حيث يمتنع فيه المسلمون عن تناول الطعام والشراب لمدة تتراوح من 12-16 ساعة في اليوم، مما يسمح لأجهزة الجسم، وخاصة القناة الهضمية الشعور بالراحة من عناء العمل طوال عام كامل، وتعتبر الإحتياجات الغذائية للمسلم في شهر رمضان هي نفسها احتياجاته في الشهور الأخرى، وقد تقل نظراً لكثرة النوم وانعدام النشاط البدني والحركي. أوضحت ذلك ل «الرياض» د. عبير العسيري اخصائية التغذية بمستشفى الملك خالد الجامعي وقالت ومع ذلك فإنه من الواضح أن استهلاك المواد الغذائية يرتفع بمعدل كبير أثناء شهر رمضان، حيث يعمل تجار المواد الغذائية على توفير الأنواع المختلفة من الأغذية وبكميات كبيرة، حيث يرتفع الإستهلاك بنسبة تتراوح بين 20-40٪ من الإستهلاك العادي، وهنا الاستهلاك يرتفع في الفترة الزمنية المحددة بين وجبتي الإفطار والسحور، مما يعطي إحساساً بالتخمة، وقد يؤدي تراكم المواد الغذائية وتوالي تناولها إلى الإصابة بعسر الهضم والانتفاخ مما يدفع الصائم لكثير من الحلول التي قد يكون بعضها مؤقتا مثل شرب المشروبات الغازية للإحساس بالإنفراج والارتياح اللذين يتلوهما العودة مرة أخرى للإحساس بالمشكلة. وأضافت: إن هناك العديد من المشكلات التي قد يعاني منها الصائم خلال شهر رمضان منها أولاً: زيادة الوزن، وهذه المشكلة تكون نتيجة قلة الحركة والجهد المبذول خلال الشهر الكريم، بالإضافة إلى زيادة استهلاك الأطعمة العالية في الطاقة مثل المقليات واللحوم والحلويات الرمضانية، وكذلك زيادة استهلاك المقبلات المخللات كفواتح للشهية، وذلك مما جعل الافراط في استهلاك الأطعمة سمة من سمات الشهر الكريم، وللتغلب على مشكلة زيادة الوزن أو السمنة خلال شهر رمضان الكريم يفضل للصائم تناول 5 وجبات صغيرة بدلاً عن الإقتصار على وجبتين فقط هما وجبتا (الإفطار- السحور)، كما يفضل الإقلال من تناول الأغذية التي تحتوي على سكريات مثل الحلويات الرمضانية القطايف والكنافة والبسبوسة والبقلاوة، كما يجب على ربة الأسرة عند تحضير الطعام سلق أو شوي اللحوم بدلاً من قليها بالزيت، وإزالة كل الشحوم المرئية عن اللحوم، وذلك لتقليل الدهون فيه، كما يجب إزالة جلد الدجاج قبل الطبخ لإحتوائه على نسبة عالية من الدهون والكولسترول، كما يفضل للصائم أن يتناول في بداية الإفطار السلطة الخضراء والشوربة ومن ثم تناول بقية الأطعمة، حيث تعتبر هذه الأطعمة قليلة في محتواها من السعرات، كما يفضل الإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية كالخضروات الطازجة ممثلة في السلطة الخضراء، بالإضافة الى الفواكه الطازجة ونخالة القمح فهذه الاغذية بالإضافة إلى أنها قليلة في الطاقة فإنها تحتاج مدة أطول للهضم،وتعطي إحساساً بالشبع. كما يفضل تقليل استهلاك الشوكولاته والمشروبات الغازية في هذا الشهر الكريم، وقالت د. عبير العسيري: تقليل استهلاك المكسرات والتي تعتبر غنية بالدهون، حيث إنها تدخل في عمل أصناف عديدة من الحلويات. ويفضل أيضاً في هذا الشهر الكريم تقليل المتناول من الأطعمة المجهزة خارج المنزل أو الوجبات السريعة، حيث إن هذه الوجبات في الغالب تحوي كميات عالية من الدهون، وبالتالي كميات عالية من الطاقة التي تزيد الوزن، ويمكن الإستعاضة عن هذه الوجبات بالأطعمة المجهزة في المنزل، والتي تكون كمية الدهون فيها أقل، كما يجب على الصائم عدم الركوة الى الراحة والسكون خلال هذا الشهر الكريم، حيث يجب الحرص على مزاولة رياضة المشي والتمارين خاصة بعد وجبة الافطار وبعد صلاة التراويح، إما بمعدل يومي وهذا الأفضل، او بمعدل 3 مرات في الأسبوع على الأقل، كما يفضل تقليل الوقت الذي تقضيه الأسرة امام التلفاز، وذلك لان هذه المشاهدة غالباً ما يتخللها تناول الحلويات او المكسرات التي تعتبر عالية في الطاقة، وبالتالي تزيد الوزن. أما عن المشاكل التي قد يتعرض لها الصائم فتقول د. العسيري أن مشكلة الانتفاخ وسوء الهضم ابرز المشكلات وللتغلب على هذه المشكلة: يفضل للصائم تقسيم وجبة الإفطار الى وجبتين بحيث تحوي الوجبة الأولى التمر واللبن او القهوة إن وجدت بالإضافة إلى الحساء والسلطة الخضراء، اما الوجبة الثانية فتحوي المقبلات والطبق الرئيسي والحلويات إن وجدت، وتكون الوجبة الثانية بعد الوجبة الأولى بساعة على الاقل، كما يفضل ايضاً تقليل تناول السوائل مثل العصيرات مع الوجبة، وذلك لأن السوائل تخفف من عصارة المعدة، وهذا ما يسبب عسر الهضم والإحساس بالتخمة، كما يجب على الصائم تقليل المتناول من الدهون والمقليات في وجبة الإفطار خلال شهر رمضان، كما يجب على الصائم تجنب السرعة في تناول الطعام او بلع كمية كبيرة بدون مضغ، وللتخلص من هذه المشكلة يفضل تناول كوب من النعناع او اليانسون للتخفيف من عوارض الانتفاخ وعسر الهضم، كما يستحسن للصائم عند الاحساس بالنفخة مزاولة رياضة المشي وخاصة بعد وجبة الافطار، وذلك لأن الحركة أفضل علاج لعسر الهضم. - ومن المشاكل التي قد يتعرض لها الصائم أيضاً مشكلة الحرقان او الحموضة، وللتغلب على هذه المشكلة يفضل تقسيم الوجبات إلى 5 وجبات بدلا من وجبتين، حيث يعمل تقسيم الوجبات على عدم امتلاء المعدة بالطعام، وبالتالي زيادة الإحساس بهذه المشكلة، ويفضل تقليل المتناول من الدهون أو المقليات في الوجبات الخاصة بالصائم، ويفضل تقليل المتناول من القهوة والشاي والبهارات والصلصات والطماطم والحمضيات من الفاكهة ، كما يفضل عدم الإستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام ، وكذلك عدم الإنحناء كثيراً بعد الوجبة مباشرة، ويفضل تجنب السرعة في تناول الطعام او بلع كمية كبيرة بدون مضغ. - ومن المشكلات التي قد تواجه الصائم خلال شهر رمضان المبارك مشكلة الإمساك، وللتغلب على هذه المشكلة يفضل الإكثار من شرب الماء بحيث يشرب الصائم من لتر إلى لتر ونصف من وقت وحبة الإفطار إلى وقت وجبة السحور، كما يفضل شرب الماء في وقت السحور حتى ولو لم يتناول الصائم وجبة السحور، ويستحسن للصائم تناول طبق كبير من السلطة الخضراء يومياً على وجبة الإفطار، والحرص على تناول الخبز الأسمر او النخالة في وجبات شهر رمضان، حيث ان النخالة تساعد على تقليل التعرض لهذه المشكلة، كما يفضل استهلاك الفواكه الغنية بالألياف مثل فاكهة البرتقال اوالتين، ومن الأمور كذلك التي تساعد على التغلب على هذه المشكلة الإنتظام في تناول الوجبات في شهر رمضان وشهور العام عموماً.