على الرغم من جهود "وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي" لضبط حركة المعتكفين داخل الحرم النبوي الشريف، إلاّ أن هناك تجاوزات عديدة تشوه منظر الحرم وتضايق المصلين، فضلاً عن تكاثر الأمتعة التي شغلت حيزاً من مساحة الحرم. وتتولى "إدارة الأبواب" الترتيب لشؤون المعتكفين في العشر الأواخر من "رمضان"، حيث تبدأ منذ مطلع الشهر بوضع ملصقات تشتمل على التعليمات المقرة، وأبواب دخول المعتكفين من كافة المواقع، بعدة لغات أبرزها العربية والإنجليزية والأردية، تنص على ضرورة التزام المعتكف بجميع التعليمات الصادرة، إلى جانب المحافظة على نظافة الحرم، وعدم إزعاج المصلين، إلى جانب إنهاء الاعتكاف بعد صلاة العشاء من ليلة العيد، إضافة إلى السماح للمعتكف بإدخال "غطاء نوم خفيف"، و"مخدة"، وأغراض شخصية خفيفة كالثياب ونحوها ، دون جلب أمتعة كثيرة، والجلوس في الموقع المخصص للاعتكاف في الجهة الشمالية من الحرم. كما تضمنت التعليمات على أهمية ترتيب أغراض المعتكف الشخصية في الدواليب المخصصة لذلك، وعدم وضعها فوق فتحات التكييف، أو في صناديق الأحذية، أو بين الصفوف؛ كون ذلك يشكل منظراً غير لائق بالحرم، فضلاً عن عدم تعليق الملابس على دواليب المصاحف أو جدران المسجد، أو المشربيات، إلى جانب عدم النوم أثناء صلاة التهجد في أماكن الصلوات، أو الجلوس بين الصفوف أثناءها. أمتعة بعض المعتكفين أغلقت منافذ تكييف الأعمدة وشوهت منظر الحرم النبوي وتحرص "إدارة خدمات الأبواب" على توعية المعتكفين بالتعليمات من خلال مطويات توزع عليهم سميت "دليل المعتكف في المسجد النبوي"، وتتضمن نصائح وإرشادات، وأهم أرقام الهواتف في إدارات المسجد النبوي للضرورة. وأكد "نبيل المسيحلي" -مسئول في الحرم النبوي- على أن "إدارة خدمات الأبواب شكلت لجنة تعمل على مدار الساعة من أجل متابعة أوضاع المعتكفين، واستقبال ملاحظاتهم، والعمل على إنهائها، مبيناً أن تسجيل المعتكفين يتم آلياً عبر موقع وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي؛ مما ساعد في سهولة وسرعة تسجيل المعتكفين، وإنجاز الموظفين لأعمالهم بشكل أكبر. وتكمن أبرز التجاوزات المتكررة سنوياً من المعتكفين، في إدخال البطانيات الكبيرة والمخدات الملونة، إلى جانب إدخال أطباق طعام، وشاي وقهوة، إضافة إلى أن بعض المعتكفين يستبدلون ملابسهم أمام المصلين، ويضعون المستعملة في أكياس يسدون بها فتحات التكييف؛ مما يرفع درجة الحرارة ويضايق المصلين، ناهيك عن تشوه المنظر العام.