تحولت مكةالمكرمة إلى مقر صناعة القرارين السعودي بوصول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - وفقه الله - لقضاء العشر الأواخر من سيد شهور العام، وملتقى لصناعة القرار الإسلامي باجتماع ملوك وأمراء ورؤساء الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لعقد الاجتماع الاستثنائي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسط ترقب عالمي وإسلامي. الجهات الأمنية بإشراف إمارة منطقة مكةالمكرمة أعدت خطط سير المواكب الرسمية لفتح الطرق الرئيسة أمام حركة مرور ضيوف المملكة العربية السعودية. وبين الأحياء المكية التي تبرز شهرتها هذه الأيام يجيء حي أجياد الذي يحتضن مقر انعقاد القمة الإسلامية فلم يعد منظر مرور سيارات الأمن والمهمات الخاصة والتي تسير في شارع أجياد العام وصولاً لبوابة قصر الصفا بمكةالمكرمة أمراً يجذب المارة من قاصدي بيت الله الحرام إذ أصبح هذا المشهد معتاداً وعلى مدار الساعة فلا تخلو ساعات الصباح أو المساء هنا بجوار قصر الصفا من مرور مواكب ضيوف المملكة أو كبار المسؤولين في أجهزتها. «أهل مكة أدرى بشعابها» العبارة التي يمكن أن تطلق على حال الضيوف وهم محاطون بمرافقة سيارات الأمن والمراسم الملكية بمكةالمكرمة وهي تقودهم لمقر ضيافتهم بقصر الصفا. وقال العميد مشعل المغربي مدير مرور العاصمة المقدسة أن 5000 رجل أمن يشرفون على عمليات تنظيم مواكب ضيوف الدولة خلال العشر الأواخر بمكةالمكرمة. وبحكم الخبرة الكبيرة التي تعود عليها أبناء مكة في إدارة مواكب الضيوف لم تعد فترة مرور المواكب طويلة بفضل ما تسير من طرق دائرية وأنفاق أسهمت في تسهيل حركة مرورها حيث تحتضن أم القرى أكثر من 60 نفقاً ساهمت بجلاء في إذابة الزحام المروري وفتح مسارات أخرى. إلى ذلك رصدت «الرياض» دهشة عدد كبير من المعتمرين وهم يطالعون تيسير المواكب الرسمية بغلق ممرات وفتح طرق وتحويل اتجاهات شوارع في دقائق لتمرير المواكب الرسمية وسط زحام المنطقة المركزية. الدكتور عبدالعزيز سرحان مدير أكثر من مركز إسلامي في الخارج تابع لرابطة العالم الإسلامي قال أن لاشك أن هذه الزيارات واللقاءات الودية التي تمليها الرغبة في أداء العمرة خلال رمضان لا تنفصل عمليا عن قضايا وهموم ومشكلات العالمين العربي والإسلامي ومن خلفهما العالم أجمع ولأن مكة قبلة الدنيا فإن المملكة القلب النبض للأمة ولعل جهود خادم الحرمين الشريفين توحيد الموقف الإسلامي ومناقشة قضايا المسلمين العالقة ورصد سبل وحدة الأمة كان لها عظيم الأثر في بروز الدبلوماسية السعودية. فنادق المنطقة المركزية الفاخرة أضحت هي الأخرى ملتقى لكبار رجال الدولة من وزراء ومفكرين وعلماء حيث تظل الساحة الجنوبية للحرم المكي والتي تحتضن أشهر الفنادق الفاخرة ساحة لمرور كبار الشخصيات في العالمين العربي والإسلامي من مفكرين ودعاة وإعلاميين ومسؤولين. حي أجياد المكي أضحى اليوم من أشهر الأحياء المكية وهو يتشرف باحتضان قصر الصفا حيث تنعقد فعاليات الاجتماع الاستثنائي للتضامن الإسلامي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله. وتشير مصادر تاريخية في الحي إلى أن أجياد ينقسم إلى أجياد السد الذي يقع فيه قصر الصفا وسمي بذلك كونه مسدوداً بجبال شاهقة من الجهة الشرقية قبل تنفيذ أعمال النفق القديم قبل 33 عاماً تقريباً، وقد أزيلت أغلب مساكن الحي القديم لصالح توسعة الحرم المكي وكان الحي مقر الحكومة السعودية وتقع فيه كثير من الإدارات الحكومية في عهد الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فيصل وكان أبرز ما يميز هذا الحي الرواشين التي شكلت علامة فارقة في جبين مساكن أهالي الحي وكانت مبنية بالحجر والطين والسقوف الخشبية ويستخدم فيها الخشب الجاوي الذي كان يستورد من خارج المملكة.