أكثر من 140 ساعة تقريبا تمثل زمن البرامج الحوارية في القنوات الفضائية المختلفة خلافاً للقنوات الخليجية (صاحبة الفزعة) تقدم شهرياً للمتلقي صباحاً وظهراً ومساءً على طريقة وصفة العلاج قبل وبعد الأكل .. ومع ذلك لم يستطع المتحاورون ايصال كلمتهم والمساهمة في تعديل الأوضاع رغم المساحة الممنوحة لهم وسقف الحرية العالي وارتفاع الأصوات والتفنن في استخدام المصطلحات إلى درجة توحي أحياناً أن المتحاورين في إستراحة بعد منتصف الليل !! أقول رغم هذه الساعات الطويلة والتسليط الإعلامي على المشهد الرياضي والتشريح الدقيق والرصد المستمر على مدار الساعة إلا أن الأمور تزداد سوءاً لذا تجدني انا وغيري نتساءل لماذا يحدث هذا رغم أن المجال الرياضي هو المجال الوحيد الذي يحظى بمتابعة ونقد بين كافة شرائح المجتمع حتى بات المتلقي يعرف أدق التفاصيل المتعلقة باتحاد الكرة ولجانه والأندية ولاعبيها وإدارييها ومع ذلك لازلنا مكانك راوح ! فأما أن يكون المعني بالأمر في اتحاد الكرة والأندية لايعترفون بالإعلام ونقاده أو أن ممثلي النقد أصواتهم لاتصل لأسباب مختلفة فهناك من يتحدث بصدق وهناك من يستعرض ويتشفى وهناك من يحضر لتسجيل الحضور فقط مستغلاً مساحة الأضواء الممنوحة له على عكس المجالات الأخرى كالتعليم والصحة وغيرها من الجهات ذات العلاقة المباشرة بالمجتمع .. التي لو منحت ساعات الإهتمام التي تمنح للرياضة لتعدل الحال وأصبحنا في القمة عالمياً صحياً وتعليمياً واجتماعياً ..اذا المشهد سيتكرر.. صراخ ونقد ومسئول لايحرك ساكن أو أن هناك من يحرك الساكن ولكن الإعلام لايشخص إلا السلبيات وبأسلوب متشابه حتى وصلنا إلى درجة الإحباط التي تجعل الكثير بات يطالب بأبعاد كل المسئولين في الرياضة وإستبدالهم بمجموعة أخرى حتى لو كان ذلك من كوكب آخر ..! نقاط بدأ الموسم فانطلقت الأصوات وعلت الآهات وتم تشخيص الواقع إلى درجة أننا عرفنا أدق التفاصيل لباص الهلال والوان وقصات شعر النجوم ولم يبق الا ان نعرف قيمة فواتير الكهرباء والماء للاداريين واللاعبين !! مع ساعات النقد اليومية للمجال الرياضي هناك (تويتر) الذي لايعرف مرتادوه الخطوط الحمراء فتجدهم ينقدون بل يشرحون الأمور إلى درجة تجعلنا نعرف ماذا يدور في غرف الأندية والمسئولين ! في دبي اشتعلت (الشيشة) فشممنا رائحتها في الرياضوجدة .. وتحولت الساحة إلى صراخ وعويل وتشفي ولو كان هناك ساعات في الفضاء لعرفنا ماهو نوع المعسل وهل الفحم صناعي أم طبيعي!! الفرق المحلية التي تدار بمنطق احترافي اكملت إعدادها ببرامج مكثفة ومشاركة في دورات تنشيطية وفي الهلال واصل مسيروه الدلال كما كان يحدث ذلك من جريتس وويلي ونيفيز فمنحت الإجازات للاعبين الأجانب والمدرب بحجة رحلة كوريا ..!! الكلام الأخير ... في الرياضه كثر الحكي وغابت الحقيقه..!!