هو العالم الجليل الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي (رحمه الله) ولد بعنيزة عام 1307ه الموافق 1889 كانت له شهرة واسعة تصل الى اقطار عديدة واضافة الى طلابه الذين درسوا عليه في عنيزة من مناطق متعددة قريبة وبعيدة فإن علاقاته عن طريق التعاون العلمي والصداقة والمراسلة باشخاص بعيدين عنه جغرافياً كثيرة جداً وكان ابواه قد توفيا في صغره الا انه كان على قدر وفير من الذكاء والفطنة والرغبة في طلب العلم وقد بدأ حفظ القرآن في سن مبكرة حتى اتمه واتقنه في الثانية عشرة من عمره وشرع في طلب العلوم واخذ يتلقاها عن علماء بلده وغيرهم ممن قدم اليها وبذل جهده في سبيل ذلك حتى نال الحظ الاوفر والنصيب الاكبر من العلوم والمعارف. وفي سن الثالثة والعشرين ابتدأ الجمع بين طلب العلم وتدريسه واستفادته وافادته وقضى في ذلك جميع وقته طول حياته وقد تلقى الكثيرون عنه وانتفعوا به. ومن شيوخه الشيخ ابراهيم بن حمد بن جاسر وكان اول من قرأ عليه والشيخ صالح بن عثمان قاضي عنيزة اخذ عنه الاصول والفقه والتوحيد والتفسير والعربية ولازمه الى وفاته وكان الشيخ ذا معرفة تامة بالفقه واصوله وخبرة كاملة بالتوحيد ومسائله بسبب اشتغاله بالكتب المعتبرة واهتمامه بتصانيف ابن تيمية وابن القيم خاصة كما كان ذا عناية فائقة بالتفسير وفنونه فقرأه حتى برع فيه واتقنه وصارت له اليد الطولى فيه وله من المؤلفات في التفسير: تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن في ثمانية اجزاء، تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القران، القواعد الحسان لتفسير القرآن. ومن مؤلفاته الارشاد الى معرفة الاحكام، الرياض الناضرة، بهجة قلوب الابرار، منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين، حكم شرب الدخان وبيعه وشرائه، الفتاوى السعدية وله مؤلفات كثيرة في الفقه والتوحيد والحديث والاصول والابحاث الاجتماعية والفتاوى المختلفة. وافاه الاجل في ليلة الخميس الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة 1376ه الموافق 1956م بمدينة عنيزة وقد ترك اثراً وحزناً عميقاً في نفس كل من عرفه او سمع عنه او قرأ له رحمه الله رحمة واسعة ونفعنا بعلمه ومؤلفاته.