لم تكد تفتح "أم أحمد" عينيها على هذه الحياة إلاّ ووجدت المعاناة تقف لها بالمرصاد؛ فمن سن العاشرة وجدت نفسها مجبورة للعمل في الصناعات اليدوية المعتمدة على أجزاء النخلة (سفّ الخوص)، حيث تساعد والدتها وهي في هذا السن المبكر، وكان مبيعاتهم آنذاك تلقى روجاً، إلاّ أن الأمور تغيّرت في وقتنا الحالي فلم يعد لهذه الصناعات اليدوية رواجاً!. "أم أحمد" وجدت نفسها مضطرة للاستمرار في عملها اليدوي البسيط دافعها في ذلك لقمة العيش لصغارها، فلا مصدر دخل آخر يقتاتون عليه سوى إعانة زوجها المريض من (الضمان)، ومساعدة الجمعية الخيرية في الفضول، ولا تخفي حاجتها الماسة للمساعدة، متمنية من الضمان الاجتماعي ضمها وأبناءها تحت مظلته، مشيرة إلى أن زوجها لم يبلغ عمره الستين، إلاّ أنه مصاب بمرض نفسي، وجالس في المنزل دون عمل منذ 17 عاماً. "أم أحمد" رغم تواضع المبلغ الذي تتحصل عليه من (سفّ الخوص)، إلاّ أنها تواصل العمل فيه هروباً من الاستجداء الذي ترفضه أمام الناس، وتصنع بيديها السفرة من خوص النخيل، كما تصنع السلة، والمخرف، والمهفّة (المروحة اليدوية)، والقرطلة وغيرها. وأكد "أحمد البرية" -رئيس جمعية الفضول الخيرية- إصابة زوج "أم أحمد" بمرض نفسي يمنعه من العمل، مشيداً بكفاحها وإصرارها على العمل دون كلل أو ملل، مضيفاً أنهم في الجمعية يحاولون إشراكها في المهرجانات والمعارض التي تقام في الأحساء لمساعدتها في زيادة دخلها المادي، مستدركاً أن العائد يبقى زهيداً جداً لعزوف الناس عن هذا النوع من المنتجات.