جرحٌ ينكأ في صدور المصورين ويتجدد كل عام في شهر رمضان المبارك وأشهر الحج حين يواجهون بمنع التصوير في الحرمين الشريفين، وتعتلي علامات الدهشة عدسات المصور عندما يرى آلاف المسلمين يلتقطون الصور بكاميراتهم المدمجة وكاميرات الجوال من دون اعتراض أحد إلا من هذا أو ذاك، في حين أنه يُمنع من التصوير بكاميرته الاحترافية بوعي أو بلا وعي، ومن دون سبب واضح في كثير من الأحيان! فيلجأ كثيرون إلى استخدام الهواتف المحمولة عالية الجودة للتصوير وكأنهم سارقون، كما يلجأ بعضهم إلى المغامرة وإدخال الكاميرا داخل الحرم وتعريض أنفسهم للمساءلة من أجل صورة إيمانية! فالمكان والزمان يستحق. الحرم المكي الشريف مهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم التي يتوجهون إليها في صلاتهم من أي نقطة من الأرض، وهو كذلك معلم من أهم معالم المملكة حضاريا ودينيا ومعماريا؛ ما إن تدنو من ساحاته وأبوابه وتقترب من رؤية الكعبة المشرفة حتى تفيض المشاعر وترقّ القلوب متأملة أفواج الطائفين الراكعين الساجدين اللاهجين بذكر الله وقراءة القرآن. فيض هادر من الروحانيات الإيمانية؛ دعاء وتضرع واستغفار يعلوه تسبيح الطيور، يتحرّق المصور أمام تلك المشاهد لتجسيد المشاعر في صورة فنية تصل إلى العالم وتتحدث عن روحانيات الإسلام وتلاحم المسلمين وسر تعلقهم بالبيت العتيق بخاصة في شهر رمضان المبارك! آلاف المشاهد الإنسانية من شعوب العالم على اختلاف ثقافاتهم ومستوياتهم وأعراقهم يستحيل أن تراها مجتمعة إلا في البيت الحرام. ومقابل كل هذا الشغف بالتصوير عند المعلم الإسلامي العالمي يكون المنع المطلق والتعنيف لمن يحمل كاميرا بل وبالسجن أحيانا ويعامل كما يعامل المجرمون! في حين أن من يرى الصور المطبوعة لاحقا يصفق له إعجابا! فأي تناقض هذا؟ يرى المصورون أن التصوير رسالة وعبادة، فعدساتهم تلتقط تفاصيل اللحظات الإيمانية والمواقف الإنسانية وتخرجها بإطار يُظهر جماليات المسجد الحرام، لتكون صورة دعوية مؤثرة لا يتقنها إلا من يملك النظرة الفنية. ويرى من يمنع التصوير أن المسجد الحرام للعبادة وليس للتصوير، ويسمح فقط للإعلاميين المخوّلين الذين يحملون التصريح من الجهات المختصة بالحرم «الذين هم في الغالب موظفون يهتمون بالتوثيق الإعلامي في المناسبات وليس التعبير الفني». ومن المخاوف التي تتردد أنه إذا فُتح الباب لكل من هب ودب ستنتشر فوضى التصوير بلا ضوابط ، ومن الممكن أن يستغله ضعاف النفوس لأهداف خبيثة (أمنية أو اجتماعية أو دينية) وهذا صحيح. لذا من المنطق أن تؤسس هيئة أو لجنة خاصة تقوم على تنظيم التصوير الفوتوغرافي داخل الحرمين الشريفين وتصدر التصاريح بالضوابط والاحترازات الأمنية التي ترتئيها، فلا إفراط ولا تفريط. صور الحرمين رسائل ضوئية إيمانية تختصر مئات الخطب والكتب والمحاضرات التي تعرّف غير المسلمين بجوهر الإسلام من خلال صورة! فإلى متى نحرم أنفسنا من الدعوة إلى الله بصورة تغني عن ألف كلمة وتترجم ألف لغة!! تصوير - هيا الحربي تصوير - هيا الحربي تصوير - ريم الضلعان تصوير - سعود الرشيد تصوير - هنادي العبدالسلام تصوير - هيا الحربي تصوير - هنادي العبدالسلام تصوير - ريم الشبنان تصوير - هيا الحربي تصوير - هنادي العبدالسلام تصوير - هدى فهد